تتواصل الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في إطار ما يبدو أنه مرحلة جديدة من التصعيد المباشر، إلا أن هذه الضربات تبقى محدودة التأثير الاستراتيجي ما لم تقنع تل أبيب الولايات المتحدة الأمريكية بالمشاركة في حملة عسكرية واسعة تستهدف تعطيل البرنامج النووي الإيراني بشكل نهائي، وهي خطوة باتت وشيكة بحسب مراقبين دوليين.
إيران، وعلى الرغم من هذه الضربات، كانت قد توقعت منذ سنوات تصعيدًا مماثلًا، ووضعت استراتيجيات للتعامل معه من خلال تعزيز دفاعاتها وتوسيع شبكة حلفائها في المنطقة. غير أن التفوق الاستخباراتي والجوي لإسرائيل، بالإضافة إلى احتمالية دخول القاذفات الاستراتيجية الأمريكية، يجعل ميزان القوى يميل بوضوح لصالح إسرائيل، على الأقل في المدى القريب.
ويبدو أن إسرائيل تسعى حاليًا إلى دفع إيران نحو رد فعل متهور، كقصف أهداف مدنية، ما يمنح تل أبيب ذريعة لحشد الدعم الدولي وتصوير إيران كخطر وجودي يهدد "الدولة الإسرائيلية"، بما يسهل تمرير تدخل أمريكي مباشر، وربما فرض تحالفات عسكرية جديدة في المنطقة.
لكن يبقى التساؤل المطروح: هل سينزلق الشرق الأوسط إلى صراع إقليمي–دولي واسع، تشارك فيه أطراف كبرى، أم ستلعب الدبلوماسية دور الإطفائي، وتعيد ضبط الصراع ضمن مسارات تفاوضية محدودة؟
الأسابيع القادمة قد تحمل الإجابة، في وقت يبدو فيه أن كل الاحتمالات لا تزال مفتوحة.