آخر تحديث :الأربعاء-03 سبتمبر 2025-06:49ص

توقّفوا عن التدخل !

الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - الساعة 04:25 م
هاني البيض

بقلم: هاني البيض
- ارشيف الكاتب


بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 كان لمواقف الدول المنتصرة والمهزومة نتائج هامة وجذرية شكّلت النظام الدولي الحديث وهناك اسباب ومعطيات كثيرة انتظمت وأدت إلى النظام العالمي الجديد


سنركز هنا على ما حدث للدول المنتصرة والمهزومة وتبعاتها وصعود نظام دولي قائم على التوازن النووي والردع المتبادل


الدول المنتصرة الولايات المتحدة الاتحاد السوفيتي،بريطانيا، فرنسا، وغيرها

تقاسمت النفوذ العالمي

وبزعامة امريكا والاتحاد السوفيتي كقوتين عظميين

وبدأ ما يُعرف بـالحرب الباردة بين المعسكرين الرأسمالي (الغرب)

والاشتراكي (الشرق)


الدول المهزومة ألمانيا، اليابان، إيطاليا

1. ألمانيا

تم تقسيمها إلى ألمانيا الشرقية (اشتراكية تحت سيطرة السوفيت)

وألمانيا الغربية / رأسمالية تحت إدارة الحلفاء الغرب


2. اليابان:

احتلال أمريكي مباشر بقيادة الجنرال ماك آرثر وحل الجيش الياباني ومنع التسلح ولا تزال القيود قائمة إلى حد الان

ودستور جديد في 1947 يمنع خوض الحروب وتصنيع السلاح


إعادة بناء اقتصادي بدعم الحلفاء

أدى إلى نهضة صناعية يابانية لاحقًا

محاكم طوكيو لمحاكمة قادة الحرب اليابانيين


3. إيطاليا:

خلع موسوليني والفاشية.

محاكمات محدودة للفاشيين،

وتحول لنظام الملكي ثم الجمهوري


وتخلي إيطاليا عن المستعمرات ثم انضمام تدريجي للغرب وحلف الناتو لاحقًا


محاكمات نورمبرغ:

كانت لمحاكمة قادة النظام النازي على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.


نزع السلاح الكامل: وتحريم أي قوة عسكرية هجومية

إعادة التأهيل الديمقراطي:

خصوصًا في الغرب.

تحمل تكاليف تعويضات ضخمة: وخاصة للاتحاد السوفيتي


ولتشكيل النظام العالمي الجديد:

-تم إنشاء الأمم المتحدة عام 1945

وتأسيس مؤسسات مالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي واتفاقيات دولية مهمة


-احتلال وإعادة تنظيم الدول المهزومة:

ألمانيا واليابان تم احتلالهما وتقسيمهما سياسيًا أو إداريًا كما اسلفنا


خلاصة الموقف:

ان الدول المهزومة فُرض عليها نزع السلاح، إعادة التأهيل السياسي،

ودفع ثمن الحرب ماديًا ومعنويًا.


ولكن ماذا حدث لهذه الدول وكيف كان مصيرها ؟


ألمانيا واليابان تحولتا إلى دول ديمقراطية مزدهرة بفضل خطط الإعمار

(مثل خطة مارشال لأوروبا)


العالم دخل مرحلة جديدة من الصراع غير العسكري (الحرب الباردة)،

لكن بوجود نظام عالمي أكثر انضباطًا من الحالي ..


كل ما ورد هو جزء من تاريخ طويل وله أهمية ولكن ما اريد ان اقوله في هذا الثريد:


لماذا لم تفكر اليابان في الانتقام ؟

مع انها ضُربت مرتين بقنابل نووية في هيروشيما وناغازاكي !


وذهبت إلى اتجاه آخر اثبتت من خلاله بقوة وجودها وحضورها في المجتمع الدولي من خلال تنمية اقتصادها وتعزيز قدرتها التنافسية العالمية وتحقيق التنمية المستدامة لشعبها واصبحت الرقم الاول في الجودة العالمية وصاحبة قرار اقتصادي عالمي

كذلك ألمانيا اليوم تتمتع باقتصاد قوي وقدرات صناعية كبيرة ومتطورة في مجالات واسعة وتنافسية وجودة عالية


قبلت بالهزيمة وقد كانت يوماً ما محتلة معظم القارة الأوروبية

وتحولت الى دولة عظمى عبر الاقتصاد والبناء لا بالصواريخ والطائرات !


تخيلوا ايران وهي في عز قوتها التفاوضية سابقا وبمحاورها السابقة وقبل ضرب اذرعها

وبفترة زخم المفاوضات الدولية حول برنامجها النووي مع الاتحاد الأوروبي وامريكا


وبشيء الحكمة والتفكير السياسي الايجابي والواقعي للذهاب إلى المستقبل وتغليب مصلحة شعبها


لو فاوضت العالم على حزمة واسعة من المكاسب السياسية والاقتصادية :

من رفع كل العقوبات إلى الإفراج عن سنداتها المالية

الى رفع المحضورات والاندماج بالأسواق العالمية مقابل تخليها عن البرنامج النووي لأغراض عسكرية والخروج من دائرة الصراعات المدمرة بالمنطقة !


لكانت فرضت تسوية تاريخية وعالمية جعلت منها أكبر وأقوى دول المنطقة اقتصادياً وتجارياً

بل ستقود المنطقة على صعيد التصنيع والإنتاج ، وتمتلك قرار اقتصادي ومالي عالمي في الاقتصادات الناشئة ،


رسالتي:

لذلك نقول اليوم لايران وكل المناطق المضطربة كفى تصديرًا للأزمات

وابدؤوا بحل أزمات الداخل

فالشعوب أولى بالرعاية من المشاريع العابرة للحدود !


الالتفات إلى الداخل أول طريق السيادة والاحترام ومنطق سليم لكل الدول


ومن أحب شعبه بصدق، لايبدّد موارده في صراعات الخارج !


القوة الحقيقية تُبنى من الداخل

ومن يتحدث باسم المستضعفين عليه أن يُنصف مستضعفيه أولًا


إيران لا تحتاج لتصدير الثورة، بل لاستقرارٍ يعيد الثقة لشعبها


ومن أراد الأمن للأخرين ولجيرانه فليزرعه أولًا في بيته


توقّفوا عن التدخل !

فالحكمة تبدأ من احترام حدود الآخرين

وشعبكم وبلدكم أولى بالرعاية والاهتمام من المشاريع العابرة للحدود !


هاني علي البيض