آخر تحديث :Wed-02 Jul 2025-09:16AM

من الهجرة نتعلم

الثلاثاء - 24 يونيو 2025 - الساعة 08:07 م
محمد ناصر العاقل

بقلم: محمد ناصر العاقل
- ارشيف الكاتب


في الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم دروس وعبر وعظات لا تقتصر على جوانب العبادة والتشريع بل يصلح اعتمادها في السياسات العامة فيما يتعلق بشأن الأمة والمجتنعات والجماعات والأفراد فالهجرة كانت تحولا وانتقالا شاملا من واقع حُكِمَ عليه بالفشل ولم يَعُد صالحا لحركة الدعوة الإسلامية ولا قابلا لتطورها على الرغم من أن مكة وطن النبي صلى الله عليه وسلم وأهلها قومه ، وجاء الأمر بالهجرة لرفع معاناة المسلمين من الذل والمهانة التي يتعرضون لها ولتضع حدا للظلم والإستبداد وتقضي على حالة الضعف والشتات والتفكك والفوضى التي منعتهم من الإجتماع والقوة والعمل لدينهم ، لقد اعتمدت الهجرة على ركائز كانت سببا في نقل الإسلام والمسلمين وإحداث هذا التغير الكبير ولعل إعادة تكرارها في أي مشروع يُرَادُ له أن يكون ناقلا مما تعانيه أمتنا اليوم في شتى ميادين العمل يحقق نفس النتائج أو يقرب منها فإلى الأسس والركائز


- أن الله رفع أمر الهجرة حين أمر بأن تكون في سبيله كالإيمان والجهاد سواء( والذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم ) والهجرة أشبه في الصورة بأعمال الدنيا فأي عمل يقوم به المسلمون لإصلاح دنياهم يتطلب النيَّة حتى يباركه الله ويكتب أجر القائمين عليه

- الترتيب والإصلاح من أقرب نقطة فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالصديق المخلص أبوبكر الصدِّيق رضي الله عنه وأهل بيته وابن عمه علي رضي الله عنه

- التضحية الكبيرة التي قدمها المسلمون بترك أوطانهم ومفارقة خلانهم والمخاطرة بالنفس وتعريض المال والمصالح للنهب من قبل المشركين ولعل هذه النقطة واضحة في فشل كثير من القيادات السياسية والعسكرية والإجتماعية والدينية التي لا تحاول أن تصطنع لها عند الناس صنيعة معروف بخلاً بمافي اليد !

- أن مشاريع التغيير العظيمة لا بد أن يكون الذين يحملونها مخلصين لمبادئهم ويحترمون عهودهم لا يقدمونها كلمات أمام الشاشات أو على الورق وقد كان الأنصار رجال أوفياء " لوخضت بنا البحر لخضناه معك " !

- أن مشاريع البناء لا ينبغي أن تكون حكرا على النخب في شعارات ولكن يجب نقلها ليشارك المجتمع كله في إقامتها الرجال والنساء والشيوخ والأطفال والمتعلم والجاهل والمزارع والتاجر والطبيب والمعلم كل بحسب ما يطلب منه وهو ما كان عليه الحال في المدينة

- تحول المسلمون إلى النظام ولا يزالون يترقون في تطبيقه في المجتمع المدني حتى بلغوا الغاية

" إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفهم في الصلاة ويأمرهم بتسويتها وفي عامة ما شرعه الله لهم نظام في العبادات والمعاملات والأخلاق والآداب والسياسات

- حراسة النظام والمحافظة على ماتم إنجازه والسعي في استكمال جوانب القصور فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح وإبداء الراي والشورى وإقامة الحدود كلها أسباب حافظت على النظام داخل المدينة