على مدى اكثر من 15 عام مضت بعد الانقلاب على مؤسسات الدولة وهي فترة طويلة جدا كان الواجب على صناع القرار في الحكومة والاحزاب السياسية ان يستخلصوا الدروس والعبر من تشكيل الحكومات على النمط التوافقي والمحاصصة وهما المعياران اللذان سادا طوال هذه الفترة لاختيار الحكومات.
الواقع الجلي يقول ان تلك الحكومات جميعها لم تكن بالمستوى المطلوب منها في جانب تقديم وتحسين الخدمات او الجانب الانساني او السياسي والدبلوماسي والاقتصادي وتمثيل قضية اليمن امام العالم
بل ان جوانب الاخفاقات طغت على جوانب النجاحات
فالحكومة اليمنية كان ينبغي ان يتم اختيارها من اشخاص ذو كفاءة علمية وتخصصية وخبرة ونزاهة، حكومة مرتبطة باليمن، ليس لها ارتباطات سياسية بالأطراف اليمنية ولا يتم تعيينها بناء على العلاقات الشخصية وفي هذه الحالة تسمى حكومة تكنوقراط.
حكومة التكنوقراط اصبحت ضرورة، لان الوضع اليمني غير مستقر، ويفضل الاستعانة بهذة الحكومة عند الازمات الطويلة وتعقد الاوضاع الاقتصادية مثلما يجري حاليا بالبلد لان البلد في حاجة ماسة لإصلاح الاختلالات كافة وليس الحلول المؤقتة التي تساهم في ترحيل المشاكل بدلا من القيام بتقديم الحلول الجذرية لها.
هذه الحكومة التي يحتاجها اليمن حكومة تنقذ الوضع, لا ان تتفرج عليه او تهتم بالسفريات والاقامة الخارجية، او تنظر الى ما في ايدي دول الجوار، حكومة تعتمد على الحلول المحلية وتمارس صلاحياتها القانونية لما فيه مصلحة اليمن لا مصالح ضيقة شخصية او مماحكات سياسية او حزبية.
وفي الختام لقد اخفقت الحكومات المتعاقبة حكومات المحاصصة السياسية في انتشال البلد الغارق في الازمات والاختيارات لم تكن موفقه ابدا ولا تستند الى ادنى المعايير المطلوبة لتشكيل حكومة وحكومة تكنوقراط هي الخيار الافضل لليمن في اللحظة والى لقاء آخر!!