آخر تحديث :الجمعة-04 يوليو 2025-06:46م

قيادات الصبيحة خطوط حمراء ، لا تطالها خفافيش الحقد ، ولا تهزها نباحُ المنهزمين

السبت - 28 يونيو 2025 - الساعة 09:11 ص
محمد المسيحي

بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب


في أرض لا تعرف الانكسار، وبين جبال شامخة كأنها من عزة رجالها قد تكونت، تنبض الصبيحة بتاريخها، وتزأر بحاضرها، وتنسج لمستقبلها خيوط العزة والكرامة، حيث لا مكان للهوان، ولا موطئ قدم للمتخاذلين، في هذه الأرض، لا تقاس الرجولة بالكلمات، بل تجسد بالأفعال، وتروى بالتضحيات، وتحفر في وجدان الأحرار كما تحفر النقوش على صخور الزمن الصلبة.


الصبيحة، لم تكن يوماً رقماً في دفتر التاريخ، بل كانت هي من تصوغ أرقامه، وتكتب صفحاته بماء الذهب، ودماء الشهداء، وعزيمة لا تلين ؛ هي جذر راسخ في تربة الشرف، وغصن باسق في سماء المجد، رجالها هم أعمدة الوطن، وموازين رجاحة العقل، وسيوف الحق في وجه الباطل.


وما القيادات الصبيحية إلا امتداد لتلك الأصالة، تجلت فيهم الحكمة، وتفتقت عنهم الحنكة، واشتعلت في قلوبهم جذوة الغيرة على الأرض والناس والعرض، هم أولئك الذين إذا ما اشتد الخطب، انبعثوا كالأسود من عرينها، لا يهابون الموت، ولا يتراجعون عن الحق، بل يتقدمون الصفوف بأقدام ثابتة، وقلوب نابضة بالفداء.


رجالها لا يقاسون بعدد، بل بمواقف، لا تزنهم الدراهم، بل تزنهم المبادئ، ولا يعرفون في أفراح الأوطان فقط، بل في محنها، في نزيفها، في أيامها القاسية، حين تتساقط أوراق المواقف، ولا تبقى إلا جذور الأصل ؛إنه تاريخ لا يقرأ في كتب المؤرخين، بل يتلى في صدور الأحرار، ويروى في مجالس الفخر، وتكتبه السنون على صفحات الجبال، وتشهد عليه أودية كانت مرابض للسباع، وساحات كانت مسارح للفداء.


وفي قلب هذا المجد، تتوهج أسماء كالشمس، لا تغيب عن الذاكرة، ولا تنسى في زحمة الأيام، على رأسهم القائد الضرغام، فارس الصبيحة، ودرع الجنوب، الفريق الركن محمود أحمد سالم الصبيحي، الرجل الذي إذا ذكر اسمه اهتزت له القلوب إجلالًا،هو قائد ومدرسة في الانتماء، وأنشودة في الشجاعة، وسطر خالد في كتاب الكبرياء اليمني ،رجل تجلت فيه الشجاعة فصار رمزا، وتجسدت فيه الحكمة فصار مرجعا، وتلبسته الأصالة حتى صار وجها نقيا للصبيحة، بل للوطن بأسره.


الفريق الصبيحي ،ذلك الليث الذي لا يعرف المساومة، والمغوار الذي لا يلين، حمل البندقية كما يحمل القائد رؤيته، ومضى في طريق لا يسلكه إلا الشجعان ، مدرسة متكاملة في الوطنية، في الصدق، في الوفاء، في الثبات على الموقف، وفي تجسيد المعنى الحقيقي لأن يكون المرء ابن الصبيحة، لا بالاسم فقط، بل بالفعل والنخوة والمروءة.


الفريق الصبيحي، ذاك الذي صمد حيث انكسر غيره، وثبت يوم تزعزعت المواقف، وواجه ما لم يجرؤ الآخرون على مواجهته، لم يبع أهله، ولم يساوم على دماء الشهداء، ولم يتخل عن مبادئه؛خرج من معتقله لا كما يخرج الأسرى، بل كما يخرج القادة، مرفوع الرأس، سامق القامة، شامخ الكبرياء، ليعود رمزاً من رموز الصبيحة، وراية من راياتها الخفاقة.


وإلى جانبه، يتلألأ اسم اللواء الركن أحمد عبدالله التركي، ربان لحج وحارسها الأمين، الذي قاد السفينة وسط أمواج متلاطمة، فحفظ الأرض والعرض، وأبقى للمحافظة هيبتها ولأبنائها كرامتهم، رجل دولة بكل ما تعنيه الكلمة.


ثم يأتي الأسد الذي لا ينام، العميد بشير المضربي، القائد العام لقوات درع الوطن، رجل الميدان وصاحب البأس الشديد، من تراب الصحراء استمد صلابته، ومن وهج الشمس صاغ عنفوانه، لا يعرف التراجع، ولا يفاوض على شرف المعركة، كان حيث يجب أن يكون، لا يطلب مجداً، بل يصنعه، ولا ينتظر تصفيقاً، بل يكتب اسمه في الميدان بعرق الرجال وعزائمهم.


ويكمل المشهد قاهر الروافض وسيف الجنوب ، العميد حمدي شكري، رجل يعرفه كل شبر في الجبهة، وكل متراس على الحدود، يزرع الرعب في قلوب أعداء الوطن، ويزرع الأمل في صدور أهله، لا يهادن، ولا يساوم، بل يقدم المثال الحي للقائد الذي لا يخذل شعبه، ولا يتخلى عن مبادئه، حتى وإن تكالب عليه المتخاذلون، وتآمر عليه الطامعون.


هؤلاء القادة وغيرهم من رموز الصبيحة، هم قلاع من الكبرياء، وسيوف مشرعة في وجه الباطل، وقلوب لا تعرف الخنوع، وأرواح نذرت نفسها فداءً للأرض والعرض والكرامة ،هم الخط الأحمر الذي لا يسمح باجتيازه، وهم السور الذي يحمي القبيلة والوطن على حد سواء.


لكن وللأسف، فإن أصوات النشاز لا تزال تصدح من جحور الظلام، تحاول عبثاً النيل من هامات هؤلاء القادة، بحملات إعلامية ممولة، مسعورة، تقودها أياد مرتعشة، وأقلام مأجورة، لا تعرف من الشرف شيئاً، ولا تفقه من التاريخ إلا ما كتبه أسيادهم في ظلام الخيانة.


ومع ذلك، فإن هذه الحملات مهما علا ضجيجها، ستظل كزبد البحر، تذهب جفاءً، فيما تبقى الحقيقة كالشمس، لا يحجبها غربال التزوير، ولا تغطيها سحب الكذب. فالتاريخ لا يكتب بالأماني، بل بالمواقف، ولا يسطر بالمال، بل بالدم، وهؤلاء القادة كتبوا أسمائهم بدمائهم ومواقفهم، وليس بحبر الفاسدين وأنامل المرتزقة.


لهذا، فإن واجب كل من يحمل الدم الصبيحي في عروقه، أن يلتف حول قيادته، وأن يرصف الصفوف، ويحمي ظهر رموزه، فإن في عزهم عز للقبيلة، وفي وحدتهم قوة تهز أركان المؤامرات، وترد كيد الحاقدين إلى نحورهم.


يا أبناء الصبيحة، لا تسمحوا بإهانة قيادتكم، لا تهادنوا في الكرامة، ولا تصمتوا على الافتراء، فالصمت في حضرة الإهانة خنوع، والتخاذل عن نصرة القادة خيانة. لا تجعلوا من التباعد ثغرة ينفذ منها المتربصون، ولا تتيحوا للضعف أن يشق صفكم، فأنتم الصخرة التي تتحطم عليها أمواج الفتن، والسد الذي يمنع السيل من اجتياح الأرض الطيبة.


تذكروا دائماً، أن القيادات العظيمة لا تصنع في مكاتب السياسة، بل تولد من رحم المعاناة، وتكبر في ساحات الشرف، وتخلد في ذاكرة الشعوب حين تكتب المواقف بماء الذهب؛ فإلى كل من يحمل هوية الصبيحة، وإلى كل من ينتمي إلى هذه الأرض الطاهرة، لتكن كلمتكم واحدة، وصفكم مرصوصاً،والتفافكم حول قيادتكم سبيلاً إلى المجد، ودرباً إلى النصر، وسفينة إلى بر الأمان.


فأنتم الرجال يوم عز الرجال، وأنتم الأصلاء في زمن التزوير، وأنتم من إذا قال فعل، وإذا وعد أوفى ،وما النصر إلا صبر ساعة، وأنتم أهل الصبر، وأهل النصر..