عندما أغرق الله فرعون وملأه عقب عن الحادثة بقوله تعالى "*فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين*" في ذلك دلالة على عدم المبالاة بهم وأن من عمل بالفساد في الأرض ودَأَبَ عليه فسيـُواجَه بعقاب من الله تقسو فيه قلوب العباد عليه والحيوان وحتى الجماد ويجرده الله من كل محب ونصير ولو كان أقرب قريب
أصاب الروس إبان العهد الشيوعي قحط واستمر عليهم سنين حتى استدان الروس فألقى خروشوف خطابا قال فيه " إن الطبيعة تعاندنا وتقسو علينا " وهو شعور فيه من الحق كما فيه من الباطل فالصدق هو شعوره بقسوتها والباطل في نسبة ما حصل إليها وانتهاء الأمر عندها كمتصرف فاعل في الكون حسب المعتقد الشيوعي! وأصيب أبو لهب بمرض تقرح منه جلده وأنتن بدنه حتى تقززه أهله وخافوا أن ينتقل إليهم الداء الذي أصابه فجعلوا يدفعون إليه بطعامه وشرابه عن بعد حتى إذا مات حفروا له حفرة وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى وقع فيها ثم دفنوه
فهؤلاء هم أقرب الناس إليه وهذه حجارة البلد الذي عاش فيها يـُرمَى بها وهذا ترابها لا يسمح له أن يُقبَرُ فيها إلا بهذه الصورة المهينة
فمن لا يبالي بأمر الله لا يبالي الله به ومن لا يبالي بالعباد وهو مسؤول عنهم وفي ذمته حقوقهم وجوعهم ومرضهم ومعاناتهم فلن يكون خروجه من حياتهم إلا كخروج داء كانوا يحملونه في أجسادهم وعقاب رُفِعَ برحمة من الله عنهم
هذا هو العقاب الذي لا يفهمه الظلمة ولا يشعرون به كراهية الخلق لهم وذم لازم ولعنة حالَّة عليهم ولحظة يترقب فيها الكون أن يستريح من أذاهم تلك هي اللحظة التي يغادرون فيها الحياة إلى غير رجعة غير مأسوف عليهم
محمد العاقل