آخر تحديث :السبت-05 يوليو 2025-03:41ص

مدينة عدن وكهرباء الريف !

الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - الساعة 01:22 م
الخضر البرهمي

بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


لن أضيف جديداً هنا وعلى ما اعتقد أنه منذ عقد من الزمن وقضية الكهرباء في عدن تحتل قائمة الالويات وتتصدر افتتاحيات الأخبار والصحف والمجلات ولكن من دون جدوى ، متناسين أن عدن المحروسة والمحرومة من الكهرباء قد أنكسرت على شواطئها مياه الأمواج الهادرة ، وعلى أسوارها أنهزمت كل الجيوش الغازية ، لامحالة اترك قناديل بحر العرب وابحث عن قناديلك ، ولاتبك كثيراً فلن يفيد البكاء بعد اليوم ، فالبحر والميناء والساحل في عدن غير بحرك وأن تشابه الماء !


امض زائراً كما زار غيرك ، وقبل الرحيل أترك أثر جميل ولو على حساب أبناء الريف من حصة النور والكهرباء ، خذوا النور وكل ماتشاءون في مناطق الريف ووفروا لعدن الكهرباء !


لايزال عِطر عدن يفوح ويسكن روح وقلب كل من زارها ، فمهما تراكمت النفايات والقاذورات في شوارعها ستظل عدن الحبيبة ، ولطالما غنت أعذب الالحان وهي تودع النهار غير آبهة بالظلم والظلام الذي أصابها ، فقد استبدلت الكهرباء بالشمس واستعانت بثغرها الباسم وصار الرحيل يقيناً وهي ترفل على شاطئي البحر والخليج إذا تخجل عند المساء ماذا تقول للعدنيين يا أم أوسان يازهرة الجزيرة والخليج !


إن الإعلام المرئي الذي يطغى أينما يممنا هو ذلك الإعلام الشيطاني النبت المروّج لصناعة نجوم من ورق ، فإشكالياتنا لايمكن معالجتها إلا إذا أدركنا ماذا تعني لنا مدينة عدن من ثم التخلص من ذلك الإرهاب الفكري الذي يمارسه أساطين الإعلام باعتبارهم المصدر الوحيد للمعرفة !


ساعات تشغيل الكهرباء في مدينة عدن تتساوى مع حصص قرى وعزل الريف يالها من مقارنة ظالمة ، وحين نتأمل نجد واقعاً ممتلئاً بالتناقضات في كل شيء !


كل مايفسر ذلك نجده في حلقات الصراع بين القوى السياسية المختلفة سواء كانت تحت غطاء ديني أوغيره ، وبالذات في ظل عدم وجود أرضية للتفاهم مع غيرها من القوى اليسارية أو بالأحرى غير المبنية على خلفية واضحة ، عموماً نحن نعيش في حالة نوم كأنه الصحو ، وفي صحو كأنه النوم ، لانذكر أن شمساً قد طلعت فأضاءت نهاراً في عدن ، ولكن كل مانراه غير ليل وقيد لاشي سواه في عدن ، فمتى نثق إن هناك دولة حقيقية قبل أن نقول تعازينا ياوطن ؟