آخر تحديث :الأحد-06 يوليو 2025-12:12ص

ألا يستحق أن يوارى سالم الفراص في وطنه

الثلاثاء - 01 يوليو 2025 - الساعة 08:42 م
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


لم يكن خبر وفاة الكاتب الصحفي الاديب سالم الفراص مفاجئا لي ، كنت أعلم انه في الهند يتعالج ومنذ عدة أشهر وأنه في حالة صعبة ، لكن المفاجئة هو جحود ونكران الدولة له في مرضه ، صحيح أن هناك البعض من المثقفين الذين لا يشتكون ولا يعبرون عن أنفسهم أمام المسؤولين في الدولة ، ولا يكشفون عن اوجاعهم ويتسترون على مرضهم ومعاناتهم وهؤلاء هم المهملين من السلطة والنظام ، هم من الذين لا يجيدون فن التطبيل ولم يكونوا يوما من أبواق السلطة والنظام ، في بلد تثير الشفقة وما وصل اليه المواطن من حالة البؤس والمعاناة والإهمال في شتى مجالات الحياة وخاصة هؤلاء هم القلة من المثقفين المسحوقين أصحاب الاقلام الشريفة ، وهم من اكثر فئات المجتمع إهمالا من الدولة والنظام .

لكن ما أصابني من وجع أنه توفى في الهند ، ولم تستطع أسرته نقل جثمانه الى عدن ، يدفن بين أسرته ومحبيه، ولم تتحرك السلطات في السفارة في الهند وكأن الامر لا يعنيها ، توفى الكاتب الاديب سالم الفراص ، وهو يحمل في جنبات صدره المرارة و الخيبة وفقدان الامل ، من أصحاب المعالي والنفوذ في السلطة ، ودون ان يعلم أحد عنه؟ ولم يسأل أحد عنه أين هو ؟ ولا عن احتجاب عموده اليومي من الصحيفة ؟ بعد سنوات طويلة من العمل مع صاحبة الجلالة والمقام العالي صحفي متمرس يحلل وينقد كل ما يعيب المجتمع ويحلل الظواهر كل ما طرأ في المجتمع واديب متمكن يكتب القصص والاشعار ، الا انه لم يجد من يقف الى جانبه في محنته ومرضه أو من يسأل عنه او يقول له أذهب ونحن معك وتعود لنا بسلام وعافية .

الايام تمضي كنت صغيرا عندما بدأت أقرأ مقالات سالم الفراص في الصحيفة ، كان لديه أسلوب مميز لم ألفه من قبل في فن السرد وخيال خصب في كتابة القصة ، كان يبهرنا ويخطف اذهاننا ونحن نستمع اليه ، والشيء الذي لا شك فيه انه كان مميزا حتى في مقالاته في الصحيفة ، ومهما قلت عنه فلن أستطيع أن أتناول كل ما أشعر به ، لم أراه ابدا في حياتي الا من خلال بعض كتاباته في هذه الصحيفة ، التي شغفني بها وقلمه الذي جعلني كلما رأيت الصحيفة أبحث عن عموده أو قصة قصيرة كتبها، كان متميزا عن غيره له أسلوب الخاص به ، أسلوب يجعلك أن تتابعه على الدوام ، كان يعرف كيف يؤثر فيك ويجعلك تصغوا اليه ويحدثك وكأنه يهمس الى نفسك فيما كتب ، فلم لم أعهد مثله من قبل ،فيه من الجرأة في النقد، بأدب الكتابة، وأسلوب البيان واللغة .

رسالتي الى قيادة المجلس الرئاسي ووزير الثقافة والاعلام ، لا يمكن أن يظل سالم الفراص حبيس المستشفى في الهند ، بعد أن توفى بعد صراع مع المرض ، انه يستحق منا ومن الدولة إكرامه وتقديره ، فهو علم من أعلام الكتابة في الصحافة والثقافة ، إلا يستحق أن يوارى جثمانه في وطنه وبين اهله ومحبيه ، وهل ينقص ذلك من الدولة بشيء ، لو بادرت وتكفلت بنقله الى عدن الا يستحق ذلك الكاتب الصحفي والاديب الروائي سالم الفراص .






أحمد الجعشاني