في سطوره و صفحاته الناصعة فالتاريخ لا يدون فيها إلا أصحاب المواقف التي تستحق التدوين ..
خلال اليومين الماضيين أصدر رئيس الحكومة بن بريك قرارات كانت تبدو من وجهة نظر الكثيرين من الصعوبات و المستحيلات .. و من أبرز تلك القرارات قرار تشغيل مصافي عدن و التي كان قد توقف العمل فيها لأسباب كثيرة من أبرزها المؤامرات السياسية و عبث المتنفذين ..مثل تلك القرارات صراحة فقد أحيت الشعور و الإحساس بالحياة و إعادة الأمل إلى نفوس الشعب بعد فترة طويلة من الموت السريري و أنتظار النهاية ..
الكهرباء و المصافي و الميناء إعادة تشغيلهن يعد من المطالب و الضروريات الإستراتيجية لإعادة الحياة في العاصمة عدن و مناطق الجنوب بعد موت سريري لسنوات إلا أن هناك مطلب و طموح آخر لا تقل أهمية عن تشغيل المصافي و الكهرباء و الميناء و يتمثل في إعادة رسم السياسات فيما يخص الصيد في البحار اليمنية و تصدير الأسماك ..
فبحسب التقارير الصدارة هنا و هناك فما يتوفر في الأسواق اليمنية و بالذات في مناطق و مدن الجنوب يمثل جزء يسير أو كمية قليلة جدا جدا و بأسعار مجفة لا تتناسب و مستوى دخل الفرد و بمعنى و كما يقول المثل (الماء بجنبي و انا ميت ضماء) ...
أتذكر أنه قبل أشهر قليلة صدر قرار سعودي خليجي بوقف دخول الأسماك إلى بلدانهم بعد تقارير صحية عن أمراض تنقلها الأسماك .. في الفترة اكتضت الأسواق المحلية بالأسماك لدرجة أن كيلو الثمد وصل سعره إلى ثلاثة الف ريال و بعد تقارير الإجازة و تبوت عدم علاقة الأسماك بالعوارض الصحية تم فتح الحضر عن دخول الأسماك اليمنية إلى أسواق الخليج و بالتالي عاد اختفائها من السوق اليمنية و أن وجدت فبكميات قليلة و بإسعار خيالية لا يستطيع المواطن العادي عليها ...
لذا و بعد أن أحياء و أنعش بن بريك الحياة و الكثير من الأمال بعد أكثر من عقد من زمن اليأس و القنوط فأننا نتوجه إلى سيادته بأصدار قرار يدونه التاريخ في وقف تصدير الأسماك أو تقنينها حتى تعاد إلى الأسواق المحلية و تحيي الأمل في نفوس الشعب و بأن هناك حكومة تهمها مصلحة و حياة المواطن اولا و أخيرا ..
فهل من موقف يدونه التاريخ لبن بريك كما دون مواقف مماثلة لسالمين و علي ناصر و قيادات جنوبية سابقة تم تدوين مواقفها في انصع صفحات التاريخ ..
