سنظل دوماً وأبداً مع قضيتنا الوطنية، قضية شعب الجنوب العادلة، ولكننا لن نكون مع حزب أو جماعة أو عساكر جعلوا من القضية طريقاً ممهّداً للاسترزاق، وبأساليب منفّرة تجعل من يتابعها أو يتعايش معها يشعر بالضياع وخيبة الأمل.
وحين ننظر اليوم إلى وطن محرر بالكامل، نرى الجوع والعوز وسوء الأحوال ينهش عامة الناس، بينما هناك مجاميع تعيش حياة البذخ، ويا ليتها من موارد مشروعة أو نشاط اقتصادي، بل هي على حساب هذا المواطن المغلوب على أمره، عبر نقاط الجباية وغيرها، التي تتقاسمها جهات محددة "عيني عينك".
مجاميع وقادة يحركون أسطولاً من الأطقم العسكرية عند وقوع أي مشكلة، وكأنها معركة وطنية، بينما هي في حقيقتها متعلقة بالكسب والنهب، فتشعر حين تراهم والعساكر السمر يملؤون المكان أنك تعيش في ظل دولة قوية قادرة على حماية المواطن، لكن سرعان ما يختفون، وتعود مظاهر الفوضى لتنتشر في كل قرية ومديرية، تتمثل في إطلاق الرصاص بطرق غوغائية، ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء، وغيرها من المظاهر التي تخلّ بالأمن والاستقرار.
وللأسف الشديد، نقولها ونكررها: إن كل ما يجري على أرض هذا الوطن إنما هو فوضى مخطّط لها، تخدم جهات محددة تسعى لأن يستمر هذا الوضع لعشرات السنين لتكسب أكثر، خوفًا من أي تغير قد يطيح بهذه المصالح التي يرونها فرصة لا تُعوّض.
كل هذا جعل البعض اليوم يرحّب بأي وضع قادم يوفّر له لقمة العيش الكريمة، ولو على حساب واقع مرير تمارسه جماعات لا همّ لها إلا الكسب السريع والوفير، وبطرق تشوّه نضال شعب قدّم أغلى التضحيات، وبفضله وصل هؤلاء إلى ما هم عليه اليوم.
ولكن، نقول لهم: غيّروا هذا المسار الخاطئ قبل فوات الأوان، فالوطن سيبقى، وقضية الشعب ستظل حيّة، مهما كان تقصيركم، ومهما كانت مشاركتكم في معاناة هذا الشعب.
صحّحوا هذه المسارات والممارسات الفاسدة قبل أن يغيّر الله حالكم، فتُصبحوا على ما فعلتم نادمين.
والله ولي التوفيق