آخر تحديث :الأربعاء-16 يوليو 2025-02:05م

حول دور النواب في الغربة والرقابة: رد هادئ على الأستاذ العزيز فتحي بن لزرق

السبت - 05 يوليو 2025 - الساعة 09:16 م
مازن العسلي

بقلم: مازن العسلي
- ارشيف الكاتب


قرأت مقالك الأخير بعنوان "الطيف المسافر" باهتمام كبير، وكما عوّدتنا دائمًا، كان طرحك مباشرًا وصادقًا، ويلامس وجع الناس ويعبّر عن معاناتهم، وأسلوبك الحاد والصريح له تأثيره، ويحرك الرأي العام، وهذا أمر نقدّره لك كثيرًا.


ومن منطلق التقدير والاحترام، أحببت أن أشاركك وجهة نظري حول ما ورد في مقالك، ليس بغرض الرد أو الجدل، بل من باب النقاش الصريح والمسؤول بين من يحملون همّ هذا الوطن.


لا أحد ينكر أن غياب مجلس النواب عن الانعقاد منذ سنوات أمر مؤسف، وأن الوضع السياسي والمؤسسي في البلاد بحاجة إلى إصلاحات كثيرة، لكن رغم ذلك، فإن أي محاولة لإعادة تفعيل دور المجلس، حتى وإن جاءت متأخرة أو غير مكتملة، يجب أن تُشجَّع وتُطالب بتحسينها، لا أن تُقابَل بالإحباط أو السخرية، وهذا البلد بحاجة إلى بناء لا إلى هدم ما تبقّى من أدواته.


صحيح أن بعض أعضاء مجلس النواب يعيشون خارج البلاد، ولكن ذلك كان لأسباب قسرية فرضها الانقلاب، وهم لا يزالون يتحمّلون مسؤولياتهم تجاه من انتخبوهم، ووجودهم في الخارج لا يعني أنهم لا يهتمّون بما يجري، بل هو واقع صعب يتعاملون معه، ويبذلون جهدهم من مواقعهم، ونتمنى أن يتمكنوا من القيام بمهامهم بشكل أفضل في الفترة القادمة.


ونحن نطمح أن تكون الرقابة على المؤسسات الحكومية أكثر واقعية، وأن يتم النزول الميداني بشكل فعّال، وأن يكون هناك تواصل مباشر مع الناس، وسماع شكواهم من داخل الميدان لا من خلف المكاتب، لكن هذه الخطوات تبدأ بمحاولة، وتحتاج إلى من يساندها بالنقد البنّاء والتوجيه، لا بالإلغاء الكامل أو الإدانة المسبقة.


ما زال هذا الشعب يراهن على الأقلام الحرة مثلك، التي تضيء الطريق وتذكّر الجميع بمسؤولياتهم، ولكننا نأمل أن تحمل أقلامنا مع النقد بعض الأمل، لأننا جميعًا شركاء في المسؤولية.


ختامًا، أجد في كلماتك حرقة نابعة من حب الوطن، وهذا ما يجمعنا، وأثق أن الحوار بيننا جميعًا – سياسيين وصحفيين ومواطنين – هو الطريق الأصح نحو بناء دولة حقيقية تقوم على الرقابة والمحاسبة، لا على الإقصاء أو التخوين.