آخر تحديث :الثلاثاء-26 أغسطس 2025-12:32ص

القصة التي كتبها الرئيس سالمين ولم يكملها ناصر والآخرون !

الإثنين - 07 يوليو 2025 - الساعة 11:48 ص
الخضر البرهمي

بقلم: الخضر البرهمي
- ارشيف الكاتب


هُناك وقائع كثيرة في حياة الرئيس الراحل سالم ربيع علي تدفع إلى الاعتقاد بأن الرئيس علي ناصر محمد هو وحده من كان يعلمها ، حيث كان في طليعة هذه الوقائع التوجه نحو الديموقرطية سراً ، إلا أن حقائق الحياة السياسية لكل من سالمين وناصر تشير إلى عكس ذلك تماماً ، حتى الذين هاجموا ربيع أثناء حكمه كانوا مادحين له ، لاشك أننا نفضح بجلاء كل هذه الخصائص السياسية التي فرضت على سالمين قيوداً وخيرته بين الحياة أو الرمي بالرصاص حتى الموت !


إذا سلّمنا جدلاً بقدرة اولئك الرفاق في تلك الفترة فإن الاتفاق سيظل بشكل يكاد يكون مطلقاً من أن الرئيس سالم ربيع علي زعيم وقائد وطني بكل المعاني الإيجابية التي ينطوي تحتها التعبير ، مهما احتدمت الخلافات حولة وحول تقييم تلك المرحلة التي عاشها وعاشتها معه الطبقة الكادحة بكل آنفة وكبرياء !


قال الرئيس سالم ربيع علي ذات يوم وهو في زيارة لمدارس أبناء البدو الرحل ، علينا أن نتحدث للأجيال بلغة المستقبل والعلم والأرقام ، ولن يأتي ذلك إلا عن طريق الديموقراطية في ممارساتنا السياسية ، القصة التي كتبها ولم يحافظ عليها من تولوا بعده حتى الرئيس ناصر لم يستطع الخوض فيها في ظل النظام الشمولي الذي فرض عليه هو الاخر العبور من الباب الخلفي للمكتب السياسي متحدياً بذلك كل المخابرات حينما خرج وهو يذر على رؤوسهم التراب !


ولعل الرئيس سالمين لم يــَع ماكان ينساق خلفه من دسائس ومؤمرات التي نهشت لحمه واكلته حياً ، وقضت على ثورته الوليدة وجهوده ووطنيته ، من ثم ركزوا خصومه على أن تظل مرحلة حكمه في ذاكرة الوطن مرحلة بشعة قادوا فيها الناس إلى المعتقلات والسجون ، وجعلوا من سالمين هدفاً لسهامهم وحملوه كل الخطايا السياسية ، لاسيما من جاهر برأيه وأفعاله بعد تصفيته من على الساحة السياسية ، فالتاريخ لن يغفر لهم وخاصة بعد أن أعطيت إشارة ماراثون الهجوم على تصفية رفاقه وأتباعه من بعده !


سقط سالم ربيع علي أبو الكادحين واغتالته أيادي الغدر الملوثة بالدماء لتمسحه في جبين الشمس المعربد بالظلام ، وذابت على شفتيه مفردات الثورة والحرية والشجب والإستنكار ، فنم هانئاً لا لن تهنأ ولن تسكن روحك العذبة ستظل ترفرف على غرفاتنا بين ستائر نوافذنا ، تقول هل من بطل يستطيع إكمال قصة سالمين ، فبعدك سقط كل شيء وتوقفت الكلمات وجفت الأقلام !


ثم أتت المرحلة السياسية الفانتازية بعد الوحدة اليمنية التي تنوعت فيها المذاهب والأحزاب والطوائف ، كتب البعض منهم قصصاً راقية والبعض الآخر للأسف لم يستطع كتابة حرف واحد ليس ذلك فحسب بل وضعوا رؤوسهم على أكفهم في إصرار وطني عنيد ، مقسمين إما أن ينتصروا أو ينتهوا من على الأرض ، وفي نهاية المطاف فشل الرئيس وأنتصر الملك !


سالمين مقرون اسمه بالرئيس ابراهيم الحمدي في الشمال بالطول والعرض ، ولعل مانحن فيه اليوم من شتات بسبب مقتلهما ، وفي الأخير أود أن أكون قد أثرت بهذا الموضوع وجهاً يكاد يكون مخفياً من القصة التي سقطت من حسابات القارئ ، كهدية منا في ذكرى رحيل الرئيس سالم ربيع علي ، ال (47) التي تتجدد بألم كل عام !