آخر تحديث :الخميس-31 يوليو 2025-11:28ص

أبين.. جبايات بلا خدمات

الجمعة - 11 يوليو 2025 - الساعة 01:11 م
أ.د مهدي دبان

بقلم: أ.د مهدي دبان
- ارشيف الكاتب


تمر على أبين وكأنك تمر في حقبة من الماضي السحيق… لا خدمات تليق بكرامة الإنسان، ولا ملامح لنهضة تلوح في الأفق. محافظة منهكة، مسحوقة، مثقلة بالجبايات التي تُفرض بلا رحمة، تُحصل لكن لا تُترجم إلى أبسط الخدمات أو التنمية.


أبين التي تئن تحت وطأة الإهمال، لم تُنصفها السلطة، ولم تُنقذها الصراعات التي تتغذى من جسدها المنهك. صارت وكأنها لعنة تطاردها المصلحة، تُنهب ولا تُزرع فيها بذور البناء. ومع كل هذا، لا تزال أبين تحتفظ بثروات هائلة: أراضي خصبة، زراعة يمكن أن تُطعم البلاد، ثروة حيوانية لا تُقدر بثمن، سواحل غنية بالأسماك، وربما تكون حبلى بالنفط والغاز ما يُغنيها عن الحاجة والحرمان.


لكن رغم هذه الكنوز، لم تستطع هذه المحافظة النهوض، ليس لقصور في إمكانياتها، بل لغياب الضمير فيمن بيدهم القرار.... وجهها شاحب، أنهكه الجفاف التنموي، وناسها كأنهم أعجاز نخل خاوية من شدة التعب والبؤس واليأس.


أبين ليست فقيرة، بل غُيبت. ليست متأخرة، بل أُخرت عمدا. ليست صحراء قاحلة، بل جوهرة طُمست تحت ركام الإهمال وسوء الإدارة. إنها لا تحتاج معجزة بقدر ما تحتاج مسؤولين يحبونها، يؤمنون أن رفعتهم من رفعتها، وأن القوة في النهوض بها لا في استغلالها.