آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-02:20ص

إلى المتربصين .. اتركوا التركي يعمل، فالإنجاز لا يصنعه المتفرجون

الثلاثاء - 15 يوليو 2025 - الساعة 04:32 م
محمد المسيحي

بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب



حينما تصرخ الأرض بأوجاعها، وتئن المدن تحت وطأة الإهمال، لا ينقذها سوى رجل ينهض من بين الحطام، لا يحمل في يده إلا إرادته الصلبة، ولا يسير خلفه إلا ضميره الحي، لا يطلب تصفيقا، ولا ينتظر مديحا، بل يمضي، وحده، في درب طويل شائك، لا يضيئه إلا وهج الإخلاص ونور العمل.


إنه محافظ لحج ، اللواء الركن: أحمد عبدالله التركي ، الرجل الذي اختار أن يكون صانعا للواقع، لا راويا لمعاناته، مؤمنا بأن الميدان لا يفسح مكانا للمترددين، وأن الإنجاز لا يولد في صالات الانتظار، بل في ساحات العمل، بين أزقة المدن وقلوب الناس.


فلماذا يصر البعض على محاصرته بأسئلتهم العقيمة؟ ولماذا تتكاثر الأصوات التي لا تجيد سوى التثبيط والتشكيك؟ أليس من حق هذا البلد أن يحظى برجل وهب له أن يرى ما لا يراه الآخرون، وأن يسمع نداء الأرض قبل أن تهتف به الحناجر؟


أحمد التركي، محافظ لا ينام على الورق، ولا يركن إلى المكاتب الوثيرة، بل يطأ الميدان برجليه، ويغرس في كل زاوية من زوايا محافظته بذرة أمل جديدة. خطواته لا تقاس بالأمتار، بل بالمشاريع التي تنجز، والأحلام التي تتحقق، والقلوب التي تطمئن.


إنه لا يلهث خلف الأضواء، بل يدير ظهره لها، ويواصل سيره بثبات، غير آبه بعواصف النقد المغرض، ولا بألسنة اللهب التي يشعلها المتربصون في الخفاء، فقد تعود أن يسير وسط العواصف، وأن يشتبك مع القضايا الكبرى دون أن يرتجف له جفن.


منذ أن تقلد مهامه، بدأت الأرض تنبض بالحياة من جديد؛ مشاريع تنموية، بنى تحتية، تطوير مؤسسي، تفعيل للدوائر الإدارية، استنهاض للطاقات الشبابية، إحياء للثقافة، وفتح نوافذ جديدة للفرص، كل ذلك لم يتحقق بالصدفة، بل خط بعرق الجبين، وبسهر الليالي، وبجهد لا يعرف التراجع.


ومع كل ذلك، لا يزال البعض يصر على الوقوف على التل، لا يشاركون في البناء، ولا يمتلكون سوى معاول الهدم، أولئك الذين لا يرون من الإنجاز إلا ما يوافق هواهم، ولا يعترفون بأي نجاح لا يحمل توقيعهم.


لكن أحمد التركي لا يلتفت، يمضي وهو يدرك أن التاريخ لا يدون أسماء المتفرجين، بل يحفظ سير الذين زرعوا الأمل، وشادوا الجسور، وعبدوا الطرقات نحو الغد.


فلنترك الرجل يعمل، دعوه يبني، يخطط، ينفذ، وينجز، لا تضعوا أمامه المتاريس، ولا تحشدوا ضده العناوين الصفراء، فالميدان يناديه، والناس تراه، والنتائج تتحدث.


كفى عبثا، وكفى تشويشا، آن لهذا الوطن أن ينصف أبناءه الذين حملوا همه فوق أكتافهم، وارتضوا أن يكونوا في مواجهة العاصفة حين اختبأ الآخرون.


اتركوا أحمد التركي يعمل… فالإنجاز لا يصنعه المتفرجون، بل أولئك الذين يختارون أن يكونوا في قلب المعركة، لا على هامشها.