آخر تحديث :السبت-02 أغسطس 2025-06:16م

لقاء الوفاء بين طالب ومعلمه

الأحد - 20 يوليو 2025 - الساعة 06:23 م
صالح البخيتي

بقلم: صالح البخيتي
- ارشيف الكاتب


عاد الطالب المجتهد العبقري الدكتور رائد صالح الحي إلى مسقط رأسه في منطقة المجزع بمديرية سرار يافع بمحافظة أبين، بعد رحلة دراسية وعام مثمر في جمهورية مصر العربية تكلل بالنجاح والتفوق.


رائد كرمني القدر أن أكون أحد معلميه في ثانوية سرار حيث درّست رائد مادة اللغة الإنجليزية وكنت شاهداً على بداياته الطموحة وإصراره اللافت وأخلاقه العالية وروحه الهادئة التي كانت تخفي وراءها عقلاً لامعاً وشخصية لا تعرف الاستسلام.


بالنسبة لي رائد لم يكن تلميذ فقط بل أخ وصديق في طريق العلم كنا نقطع المسافات الطويلة من المجزع إلى الثانوية مشياً على الأقدام ونتقاسم الحديث والطعام ونتبادل النقاش حول الدروس والحياة. كانت تلك الأيام رغم قساوتها مليئة بالصدق والأمل والطموح.


اليوم التقيت به ورأيته شاباً ناضجاً يحمل في عينيه وهج العلم وعبق التجربة والنجاح وحينها غمرتني مشاعر متداخلة من الفرح والحنين ولم أتمالك دموعي فهي دموع معلم يرى أمامه ثمرة سنوات من الجد والتعب ودموع إنسان يسترجع ذكريات كفاح مشترك في بلد لم يكن يُنصف الطموحين.


رائد هو قصة نجاح كتبت بحبر المعاناة والصبر أفتخر به كتلميذ وأعتز به كأحد أبناء سرار الذين رفعوا الرأس عالياً.


أن نجاحه ليس نجاحاً فردياً بل هو شعلة أمل لكل طالب ورسالة لكل معلم بأن البذرة التي نغرسها قد تُثمر ولو بعد حين.