آخر تحديث :الخميس-31 يوليو 2025-11:29ص

ليالي عنوان للحق.. والمعلم عنوان للوطن

الإثنين - 21 يوليو 2025 - الساعة 06:52 ص
أ.د مهدي دبان

بقلم: أ.د مهدي دبان
- ارشيف الكاتب


*أ.د مهدي دبان*


في الأيام الأخيرة، لفتت حملة التضامن مع الدكتورة ليالى عكوش الأنظار، وتسللت إلى القلوب كبشارة تؤكد أن الخير ما زال في هذه الأمة، وأن صوت الحق، ولو خفت، لا يختفي. لقد أثبت هذا التفاعل الإنساني الكبير أن المجتمعات الحية لا تزال قادرة على الوقوف إلى جانب أصحاب القضايا العادلة، وأن الظلم لا يمكن أن يستمر إذا ما توحدت الكلمة والتف الناس حول الصدق والنزاهة.

في رأيي المتواضع، أرى أن هذه المسألة ستجد طريقها للحل عما قريب، وأن الدكتورة ليالى ستعود إلى عيادتها ومركزها الطبي والتدريبي، لأنها باختصار، رمز للعطاء والتميز في مجالها والمؤشرات تؤكد ذلك ...

لكن، وبينما نقف مع صوت الحق في هذه القضية، لا يسعني إلا أن أتحسر على غياب ذلك الصوت الجماعي الكبير تجاه معاناة المعلمين، أولئك الذين دخلوا تقريبا شهرهم السادس في معركة الكرامة والمطالبة بحقوقهم المشروعة. كل يوم تزداد حالتهم سوءا، دون أن نجد تغطية إعلامية قوية، أو حملات تضامن واسعة تشبه تلك التي تحيط بقضايا فردية، مع العلم أن ما يطالب به المعلمون لا يخصهم وحدهم، بل يمس مستقبل الأجيال والتعليم والمجتمع بأكمله.

كان الأجدر، بل الأوجب، أن تكون الحملة الأكبر موجهة إليهم، أن تكتب عنهم العناوين العريضة، وترفع مطالبهم في الصفحات الأولى، وتطلق المبادرات لأجلهم. إنهم لا يطلبون سوى الإنصاف، والعيش الكريم، ليواصلوا أداء رسالتهم العظيمة.

صوت الحق لا يموت، لكنه يحتاج من يؤمن به ويذود عنه. وبينما نقف مع الدكتورة ليالى عكوش وننتظر عودتها القريبة، لا ننسى أن هناك من يقفون بصمت خلف جدران المدارس، يقاومون اليأس بصبر نبيل. فليكن تضامننا واسعا لا يُجزئ، ولنعلم أن الكرامة حق للجميع، وأن الوطن لا يبنيه إلا معلم كريم وطبيب أمين.