بقلم: رائد الفضلي
رغم كل الانتقادات التي يوجّهها قلم بن لزرق للأوضاع السياسية والاقتصادية في محافظة عدن وغيرها، إلا أنه بات رقمًا صعبًا في عالم الصحافة، وظاهرة إعلامية ناجحة لا يمكن تجاوزها.
قبل يومين، ظهر الصحفي البارز فتحي بن لزرق برفقة اللواء مطهر الشعيبي، مدير أمن محافظة عدن، خلال زيارته لمقر الإدارة. وقبلها بأسابيع، كان له لقاءات وتغريدات مساندة لقائد الحزام الأمني جلال الربيعي، دعمًا للجهود المبذولة في مكافحة المخدرات، حيث أشاد به وبجهوده.
هذا التقارب فسره البعض على أنه مؤشر لتراجع محتمل في حرية بن لزرق في الانتقاد، وربما بداية لتحجيم شخصيته الصحفية، خصوصًا وهو الإعلامي الذي أصبح في الآونة الأخيرة مرجعًا إنسانيًا في معالجة قضايا المظلومين في العاصمة عدن، وأحد أعلام الصحافة الكبار من خلال موقعه الإلكتروني وصحيفته "عدن الغد". وقد أصبح حضوره مؤثرًا وفاعلًا، تُستجاب له قضايا الناس من خلال تغريدة أو فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي.
في المقابل، يرى آخرون أن هذا التفاهم بين بن لزرق والجهات الأمنية يُعد تواصلاً إيجابيًا يعزّز أمن واستقرار محافظة عدن وغيرها، خصوصًا في زمن أصبح فيه للإعلام دورٌ فاعل في تشخيص الواقع، وتأثير بالغ في معالجة القضايا العاجلة التي تمر بها البلاد.
وفي تقديري، فإن بن لزرق ليس ضد الشخصيات السياسية والأمنية لذواتهم، بل ينتقد مواقفهم عند وقوع الخطأ، وهذا ما منحه حضورًا ناجحًا كأبرز صحفي يمني ينتقد بشجاعة ومصداقية من قلب الميدان.
وبما أنه يمتلك هذه الكاريزما التي جعلته شخصية محبوبة ومرغوبة في المجتمع، فمن حق الجهات الأمنية أن تبني معه جسر تفاهم، وتقترب من السياسات الناجحة لإنقاذ ما تبقى من بلد يعاني من إخفاقات سياسية واقتصادية جسيمة.
وربما يكون هذا التقارب بابًا لخدمة أهالي عدن، طالما أن صوت بن لزرق مسموع وله تأثير لدى الجهات الرسمية.
فشتّان بين من يؤيّده ومن ينتقده، لكن الحقيقة الثابتة أن بن لزرق ظاهرة صحفية ذات بصمات واضحة وسط معاناة واقعنا المؤلم.
"المرء يُعرف في الأنام بفعله
وبخصائل المرء الكريم كأصله
فاصبر على حلو الزمان ومرّه
واعلم بأن الله بالغ أمره"