آخر تحديث :الجمعة-22 أغسطس 2025-02:20ص

كفى تطاولاً .. الفريق محمود الصبيحي وأبناؤه... قامات لا تُطال، وخطوط حمراء لا تُتخطى

الأربعاء - 30 يوليو 2025 - الساعة 01:39 م
محمد المسيحي

بقلم: محمد المسيحي
- ارشيف الكاتب



أيها العابثون بأوتار الكلمة، المتسلقون على جدران الرجولة المستعارة، المتفيهقون على أكتاف العظماء... آن أوان الرد، وها نحن نكتب بالحبر القاطع، لا بل بالحق المسنون كسيف، دفاعًا عن من لا يحتاج إلى شهادة من أحد، ولكنها رجولة الموقف، ووفاء الكلمة، وصرامة الحقيقة.


كفى عبثًا، كفى هراءً، كفى تسلقًا على شموخ الجبال، كفى تطاولًا على قامة وطنية لم تنحنِ يومًا لريح، ولم تساوم على مبدأ، ولم تبع شرف الموقف على موائد السماسرة. إن استهداف الفريق الركن محمود الصبيحي وأبنائه ليس سوى محاولة يائسة من أقزام الفكر، وغربان الخراب، وجماعة الإفك التي لا تجيد سوى النعيق في الظلام.


محمود الصبيحي، عنوان الرجولة الصلبة، والبأس النقي، والصدق النادر. إذا ذُكر الشرف العسكري، تلا اسمه، وإذا حضرت الكرامة، اصطف إلى جانبها، وإذا نطق التاريخ، أشار إليه بإجلال.


وأبناؤه... أولئك الذين تربّوا في مدرسة النقاء، وتخرّجوا من جامعة الشرف، لم يكونوا يومًا تبعًا ولا ظلالًا، بل رجالًا يُحتذى بهم، يسيرون على درب والدهم بثبات لا يعرف التراجع، وبصمتٍ يعجز ضجيج التافهين عن النيل منه.


كل من يحاول التشويش على هذه القامات، إنما يفضح ضحالته، ويكشف عن حقد يأكله كما تأكل النار الهشيم. فأنتم، يا من تتربصون بالشرفاء، لن تبلغوا من الفريق الصبيحي شعرة، ولن تنالوا من هامة جبلية لا تسقطها زوابع الحقد، ولا تعكر صفوها حملات التشويه الرخيصة.


إن الحديث عن الفريق الركن محمود الصبيحي شهادة وطنية تُكتب بماء العيون، وتُسجل في دفتر الرجال الذين لم يخونوا العهد، ولم يبيعوا الولاء، ولم يسايروا موجة النفاق السياسي، ولا خضعوا لإملاءات الميليشيا، ولا لابتزاز المرتزقة.


الفريق الصبيحي رجل صلب، صادق، صامت حين يعلو الضجيج، ناطق حين تصمت الأقلام، حاضر حين يغيب المدّعون. لم يكن يومًا تابعًا، ولم يكن من أولئك الذين يبدّلون مواقفهم كما يبدّل غيرهم معاطفهم عند أول منعطف؛ إنه من طينة الرجال الذين إذا وقفوا، استقامت المواقف، وإذا قالوا، أنصتت الحقائق.


ومنذ اللحظة الأولى لانخراطه في المؤسسة العسكرية، لم يعرف إلا الانتماء لتراب هذا الوطن، ولم يحمل إلا الولاء لوطنٍ حر عزيز. حتى في أشد اللحظات ظلمة، كان الصبيحي منارة للثبات، لا يساوم، لا يلين، ولا يهادن.


أما أبناؤه، فهم امتداد طبيعي لهذا العنفوان، ولا عجب؛ فالشجرة الطيبة لا تنبت إلا طيبًا.

لم يتسلقوا المناصب، ولم يتكئوا على اسم والدهم لفرض حضورهم، بل صنعوا لأنفسهم مكانة بجهدهم، وبأخلاقهم، وبكفاءتهم. وهم اليوم، كما الأمس، كتيبة من الشرف تمشي على الأرض.


لكن، ما الذي يدفع البعض إلى هذا الهجوم الممنهج؟ ولماذا يُستهدف الفريق الصبيحي وأسرته في هذا التوقيت؟ الإجابة بسيطة: لأن قامات كهذه تُزعج الأقزام، ولأن الرجال الحقيقيين يُرعبون أولئك الذين اعتادوا الانبطاح، ولأن الشرفاء لا مكان لهم في حوارات السماسرة والمتقلبين.


إن كل محاولة للنيل من الفريق الصبيحي هي في حقيقتها اعتراف بمكانته، وإن كل حملة تشويه ضده ما هي إلا نباح من أولئك الذين أعيتهم الرجولة، فراحوا يحاولون طمسها في غيرهم. سيبقى الفريق محمود الصبيحي، وأبناؤه، رموزًا وطنية، وجدرانًا عالية لن تطالها خناجر الحقد، ولا سهام النفاق.


نقولها بملء الصوت، وبكل ما في اللغة من صرامة... كفى تطاولًا، كفى دناءة، كفى عبثًا، فالصبيحي وأبناؤه خطوط حمراء.


ومن لا يدرك ذلك، فليُعد حساباته، فالتاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى، والشرف لا يُباع ولا يُشترى.


وإلى من يهمه الأمر... الكرامة لا تُنال بالتطاول على الشرفاء، بل تُكتسب بالمواقف، فارتقوا... إن استطعتم