آخر تحديث :الخميس-14 أغسطس 2025-04:36م

من أبو رغال الأول إلى ألف أبو رغال في اليمن!

الخميس - 31 يوليو 2025 - الساعة 10:12 م
نايل عارف العمادي

بقلم: نايل عارف العمادي
- ارشيف الكاتب


في زمن طغت فيه المصالح على المبادئ، لم يعد من الصعب أن تجد أبا رغال في كل زاوية سياسية أو على كل طاولة تفاوض نعم أبو رغال ذاك الاسم الذي ورثه التاريخ العربي كرمز للخيانة والعمالة، أصبح اليوم لقبًا شائعًا يتقاسمه كثيرون في الساحة اليمنية طواعية أو طمعًا!


أبو رغال لمن لا يعرفه هو الرجل الذي باع قومه مقابل وظيفة مرشد لجيش أبرهة حين دلّ الأحباش على طريق الكعبة بعد أن رفض كل شريفٍ أن يتورط في جريمة بهذا الحجم.


فاستحق أن يُرجم قبره بالحجارة قرنًا بعد قرن عقابًا على خيانته.


واليوم في اليمن لو أعدنا إحياء شعيرة رجم أبي رغال لأصبحت الأحجار عملة نادرة! فعدد من خانوا وطنهم وتحولوا إلى أدلّاء سياسيين وعرّابي صفقات ومروّجي أجندات تجاوز عددهم قدرة الطبيعة على إنتاج الصخور!


في كل صفقة مشبوهة في كل اتفاق يبيع الأرض مقابل كرسي أو بندقية مقابل منصب تجد أبا رغال يبتسم في الخلفية منهم من يحمل رتبة ومنهم من يحمل حقيبة ومنهم من يرتدي بدلة ويجلس على شاشات التلفزة ليبرر خيانته تحت اسم رؤية وطنية.


نعم لقد تغيّر الزمان فـ أبو رغال اليوم لا يُرجم بل يُكافأ ويُمنح منصبًا وسلطة وربما يُسافر في بعثة خارجية ليمثل اليمن!


والسؤال الصعب

*كم أبو رغال يعيش بيننا اليوم؟


الأرجح أن الإجابة لن تسعها كل مقالات الرأي ولا كل صفحات التاريخ إن لم نُوقف سيل الخيانة بشجاعة قبل أن يتحول الوطن كله إلى مزار سياحي لفلول الخونة!