يا لها من لحظات جميلة أثلجت صدورنا، ونحن نتابع كل المستجدات الجديدة عن الصرف ، لعودة الروح لريالنا اليمني الذي عصفت به الحروب المتعاقبة التي أفقدته قيمته المصرفية ، وادخلتنا في مستنقع الفقر والمجاعة ، وما أحوجنا اليوم لهذه العودة التاريخية ، وإن كانت ليست كافية ، نظرا للغلاء الفاحش ، وهزالة رواتبنا ، ولكننا نبارك لهذه الخطوات الاقتصادية الجبارة التي قام بها البنك المركزي ، وإن جاءت متأخرة، فمتاخرة خير من أن لا تأتي ، وندعو إلى عودة الوطنية لكل الشرفاء في هذا الوطن ، فهذه بلادنا بلاد التاريخ والعراقة ، فيجب أن نسعى لعودة أمجادها ، حتى يظل هذا البلد شامخا من بين شعوب العالم ٠
فنحتاج إلى الوطنية ، فلا تبنى الأوطان إلا بحب أهلها ، ولنحافظ عن أقتصاد بلادنا ، لكي يعيش أهلنا بكرامة وسلام ،
فوالله لن تستقيم الدولة إلا بالخوف من الله وبحب هذا الوطن والاخلاص له ، والحفاظ على سيادته واقتصاده ٠
فلا نريد أن تغيب الوطنية ، طالما هناك في أصلاحات لعودة أقتصاد هذا البلد ، تذكرت الوطنية لرجال الرجال ، وأنا أقرأ عن اللواء الراحل جلال جعفر الأوقاتي ، قائد القوات الجوية لجيش العراق الشقيق سابقا في عام ١٩٥٨م ، حين ذهب إلى الاتحاد السوفيتي سابقا ، لشراء صفقة طائرات حربية ، فاختلف مع الروس في ثمن شراء الطائرات ، ولم يوافق بالسعر المحدد ، ومكث لأسبوع في موسكو ، لكي يخفض له السعر ، فسأله صحفي :
يا سيادة اللواء :
لماذا هذا المماطلة في هذه الصفقة ؟! فأنت لن تدفع المبلغ من جيبك ، فستدفعه عنك العراق !
قال سيادة اللواء جعفر طيب الله ثراه للصحفي :
كل دينار انقصه في شراء الصفقة ، سأوفره لبلدي ، لأنقض به مريضا ، أو أستثمره في أقتصاد العراق ٠
هكذا تبنى الدول ، وهكذا يكونوا رجالها ، مات اللواء جعفر رحمة الله عليه ، ولم يمت تاريخه ، مات ولم يمتلك قصرا ولا مزرعة ، ولا مولا تجاريا ، فحدثوني عن الوطنيين عندنا في بلادنا ، ماذا وفروا لليمن من صفقات مع المهام التي كلفوا بها ؟!
ليدون التاريخ أمجادهم ، أسوة بغيرهم ،
فإذا أردتم لنهضة هذا البلد ، فلا تجعلوا الوطنية تغيب في معاملاتكم اليومية ، وخذوا الدروس والعبر من تاريخ الرجال ، ولنا أسوة كثير ممن كان حسهم الوطني حاضرا في عراقة هذا البلد وتاريخه حتى في وطننا الحبيب ٠
فسلامي لكل المخلصين مع اليمن وأهله ، ولا ننسى الدور الرائد للشخصية الإعلامية البارزة فتحي بن لزرق الذي يلعب إنسانيا وطنيا في مكافحة الفساد ، واظهار الحقائق الاقتصادية على الساحة اليمنية عبر موقعه الإلكتروني وصحيفته المؤقرة ٠
إنها اليمن يا سادة ، فنعمل جميعا يدا واحدا كلا في مجاله حتى نزرع الخير لنا ولأجيالنا ٠
حفظ الله بلادنا وأهلها من كل شر
ووفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح لهذا البلد الغالي على قلوبنا ٠