آخر تحديث :الأربعاء-13 أغسطس 2025-11:56م

أعطوا الخبز لخبازه.. صرخة في وجه العبث الفني

الجمعة - 01 أغسطس 2025 - الساعة 06:27 م
زياد بن محمد

بقلم: زياد بن محمد
- ارشيف الكاتب


لم نكد نفيق من صدمة تعيين المشرف العام لمسابقة "أمير الشعراء"، حتى وجدنا أنفسنا أمام صدمة جديدة لا تقل غرابة. يبدو أن منطق "أعطوا الخبز لخبازة" لم يعد يؤخذ بعين الاعتبار، بل يستبدل بمن لا يملك أدوات المهنة ولا خبرتها، على حساب من أفنوا أعمارهم في هذه المهن ..

في السابق كنا ننتقد بعض الأفراد الذين فرضوا أنفسهم ع مهنة التمثيل والإخراج دون امتلاك أدواتها أو فهم عميق لأساسياتها. اعتراضنا كان يرتكز على ما قدموه من أعمال درامية ومسلسلات أثبتت فشلها الذريع ع مدى السنوات الماضية، ولم تحظ بأي نجاح يذكر أو استحسان يعتد به.

اليوم نقف مجبرين أمام مشهد فضيع وأكثر غرابة وإثارة للقلق عندما يتحول البعض الى مدربين ف أصول وفنون التمثيل والإخراج! ... كيف يمكن لمن لم يتقن مهنة أن يعلّمها؟ كيف يمنح من لم ينجح ف تجربته حق تدريبها؟ كيف وكيف و كيف وفاقد الشيء لا يعطيه.

ما يزيد من الحيرة أن هناك معاهد متخصصة ف فنون المسرح، خرّجت المئات من الكفاءات والكوادر، من فنانين ومخرجين يمتلكون الخبرة والموهبة، لماذا لا يتعاقد معها لتنظيم هذه الدورات النوعية؟!

لماذا يتم تهميشهم؟ اظن اننا نعيش أزمة حقيقية، أزمة (ثقة مفرطة) عند بعض الأشخاص، قد تؤدي إلى دفن ما تبقى من معايير الفنون والآداب ف هذه المدينة اليائسة. فالاستسهال في تقديم هذه الدورات من غير أهلها وصناعها، يعد تجاوز لا يمكن السكوت عنه، ولا قبوله.

في الختام، لا يسعني إلا أن أشكر مؤسسة أبو عواد لتبني مثل هذه الدورة وتنظيمها وليتها اكتفت بالتنظيم فحسب. لأن التجاوز الى التدريب، للأسف هراء لا يمكن تقبله، مع احترامي الكبير لبعض الأسماء والصور التي وردت ف الإعلان، والتي لا يمكن إنكار حضورها أو اجتهادها. وتربطني بهم علاقة شخصية طيبة وأكن للجميع الحب والتقدير... والنقد لا يفسد للود قضية.