القبيلة الحضرمية تاريخيًا كانت ركيزة استقرار لا أداة فوضى، ورافعة للعدل لا عائقًا للخدمات. غير أن هناك من أظهر سلوكًا مغايرًا لما عُرف عن القبيلة الحضرمية؛ إذ مارست قيادة حلف قبائل حضرموت تقطعًا لقواطر الوقود الخاصة بمؤسسة الكهرباء، وهذا السلوك موثّق عبر إعلام الحلف؛ بل ظهر الدكتور سعيد العمودي في مقطع فيديو ليؤكد هذا السلوك؛ مما نتج عنه إلحاق الضرر بالمواطن الحضرمي في بيته، فلم يُراعَ كبار السن والأطفال، بل حتى المريض في مشفاه، كما تعطلت مصالح أبناء حضرموت في أعمالهم. لماذا هذا السلوك؟ ولماذا تُستخدم مؤسسات الحضارم الخدمية كورقة ضغط؟ هل فعلًا لتحقيق شعار "الحكم الذاتي"؟ ألا توجد سبل أكثر أمنًا تحقق هذه الغاية؟ من الذي اقترح على قادة الحلف هذا السلوك الأعوج؟! بل أين كان حكماؤكم من أجل تفنيد السلوك الفاسد من الصالح؟
منطق الإسلام واضح: لا إصلاح من خلال الإفساد، فإن شعاره "لا ضرر ولا ضرار"، كما أن منطق القبيلة معروف "لا شرف في ظلم الناس". ولهذا فإن على العقلاء الذين لا يرضون بالظلم أن يقفوا مع الحق وينصروه، كما عليهم أن يحافظوا على مؤسسات الدولة من أيدٍ تحاول العبث بها. فمن أراد أن يطالب بحقوق الحضارم، فإن عليه أن يسلك طرقًا مشروعة أقرها الشرع والعقل والقانون، وتكون حجة له لا عليه.
يا أبناء حضرموت الأحرار، الواجب علينا أن نقول بوضوح: كفى عبثًا باسم القبيلة؛ فالمواطن الحضرمي ليس ورقة للضغط، كما أن القبيلة ليست درعًا للفوضى. فمن أراد أن يُعبّر عن انتمائه وحبه لحضرموت، فليكن جزءًا من بنائها وتنميتها، ويعمل على وحدة نسيجها الاجتماعي، لا سببًا في تفريق أبنائها وتعطيل مصالحهم.
بارك الله في الجميع، ورفع عنا هذه الفتنة.