آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-08:48ص

لينين والفيل

الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - الساعة 07:54 ص
محمد عبدالله الموس

بقلم: محمد عبدالله الموس
- ارشيف الكاتب



محمد عبدالله الموس


من النوادر التي انتشرت في فترة تاريخية مضت ان اثنان من الباحثين احدهما ماركسي والآخر امبريالي تم الطلب اليهما ان يكتب كل منهما بحثا عن الفيل.


طلب الباحث الامبريالي ان ياخذوه الى مستعمرات الفيلة في غابات افريقيا، فيما طلب صديقنا الماركسي ان ياخذوه الى غرفة في احد الفنادق مع بعض زجاجات الفودكا.


بعد بضعة اشهر قدم صديقنا الامبريالي بحثا ميدانيا عن الفيلة، فيما قدم صديقنا الماركسي ثلاثة مجلدات بثلاثة عناوين، المجلد الاول (الفيل قبل الثورة) والثاني (الفيل بعد الثورة) والثالث (لينين والفيل).


تذكرت هذه الطرفة وتذكرت معها المثل العامي لأهلنا في لحج الخضيرة (الطبل في الشقعة والشرح في سفيان) عندما شاهدت في نشرة الاخبار على احدى القنوات الفضائية العربية المهتمة بالشأن اليمني مسؤلان من المهجر يتحدثان عن وقائع حدثت في الداخل، وبالمناسبة، هي مرات قليلة التي نتمكن فيها من مشاهدة التلفريون بسبب وضع الكهرباء البائس.


الاول مستشارا لأحد الوزراء، وهذه لوحدها حكاية، الوزير في الداخل ومستشاره مقيم في مصر، المستشار إياه يعلق على خدمة (ستار لينك) ولا يدري احدنا ماهو دور الحكومة سوى انها نصبت نفسها وكيلا لخدمة لا تقدمها وانما لتسرق نصيبا من جيوب الناس، فالخدمة فضائية والطبق مصنوع خارجيا، وتلكم حكاية اخرى.


وغني عن القول ان الناس في مناطق سيطرت الحوثي يستخدمون ستارلينك رغم المنع وان الناس في مناطق الجنوب يستحدمونها دون انتظار حكومة الغفلة ان (تفتح السماء) لستارلينك!!.


اما الثاني فهو مسؤولا في احدى شبكات حقوق الإنسان ويقيم في الرياض ويتحدث عن صور المعاناة في الداخل اعتمادا على ما يصله بالواتس اب.


لا ينكر احدنا على اي من المختصان ان يقيما حيث ارادا فهذا حقهما الشخصي، لكن ألا يوجد في الداخل من يعلق على الاحداث أيا كانت؟ الا يرى المسؤولون ان هذا يعكس عجزا للحكومة ولمنظمات المجتمع المدني في ان يكون لها وجودا ميدانيا.


لا نلوم صديقنا صاحب مجلد لينين والفيل الذي كتب بحثه عن بعد، فقد اصبحنا في زمن ادهى وأمر تدار فيه دول ومجتمعات عن بعد.


عدن

٦ اغسطس ٢٠٢٥م