آخر تحديث :السبت-16 أغسطس 2025-08:48ص

مُدمّر اليمن ومُضيّع اليمنيين5

الأربعاء - 06 أغسطس 2025 - الساعة 11:24 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب


في الأسابيع الأربعة الماضية وردتني كثير من الرسائل الإيجابية حول ما كتبته عن القات ويتفقون معي أنه مدمّر لليمن ومضيّع لليمنيين وأنه أم المصائب بل وأم الكبائر، ومعظمهم أشادوا بطرحي للموضوع لما له من أهمية في معركة الوعي وطالبوني بالمزيد لعلّ وعسى أن يستفيد منها بعض المبتلين وتحصل لهم الهداية ونكون سبباً في ذلك ويكتب الله لنا الأجر ولوطننا الأمن والسلام،

وقطعاً هناك ردود سلبية محدودة جداً من بعض الموالعة قد أتطرق الى بعضها في قادم الأسابيع، وحتى أختم المحور السياسي ومدى تأثير القات عليه وعلى مسارات الوضع العام في اليمن جاءني رد من الأخ العزيز العميد محسن وقال طالما أنك ذكرت إيجابية للرئيس سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة الأسبق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في محاربته لشجرة القات حيث وضع قوانين صارمة للحد من تعاطيه،

فقال هناك أيضا ايجابيات للرئيس إبراهيم الحمدي الرئيس الأسبق للجمهورية العربية اليمنية الذي ربما تأثّر بالرئيس سالمين فكانت له نوايا صادقة لمحاربة القات وبدأ ببعض الإجراءات والخطط حيال ذلك ولكن لم يطل به العمر لتنفيذ خطته،

فقال أحسنت وأبدعت أخي الحبيب، فقد كنت أسمع في أيام الرئيس إبراهيم الحمدي ومن باب اذكروا محاسن موتاكم بأنه كان يسعى للحد من زراعة القات وتعاطيه في عموم اليمن، فلما قرأت مقالك هذا بحثت في النت عن الاجراءات التي اتخذها الرئيس الحمدي حيال القات فوجدت الآتي:

اتخذ الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي إجراءات صارمة للحد من زراعة القات وتداوله في اليمن، حيث كان يعتقد أن القات يمثل مشكلة اجتماعية واقتصادية كبيرة.

وأهم الإجراءات التي اتخذها:

بدأ بحملات توعية واسعة النطاق لتوضيح الأضرار الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن تعاطي القات، وذلك من خلال وسائل الإعلام المختلفة والمحاضرات والندوات.

ثم تشجيع المزارعين لزراعة المحاصيل البديلة مثل البن والقمح والذرة والخضروات والفواكه، ووفر لهم الدعم المادي والفني اللازم لذلك.

وبعد ذلك تم تقييد وتحديد مناطق معينة لزراعة القات وحظر زراعته في مناطق أخرى وذلك للحد من انتشاره.

وقام الرئيس الحمدي بتشديد الرقابة على الحدود لمنع تهريب القات من وإلى اليمن.

وتم فرض غرامات على الأشخاص الذين يتم ضبطهم وهم يتعاطون القات في الأماكن العامة وذلك لردعهم عن هذه العادة السيئة.

ووجّه بإنشاء مراكز علاج الإدمان التي تساعد الأشخاص على التخلص من إدمان القات.

ونظراً لأن كبار القوم من المتعاطين للقات يجلب لهم القات الحبشي من خارج البلاد فقد تم تقييد استيراد القات من الخارج، وفرض رسوم جمركية عالية عليه.

وسعى الحمدي إلى تغيير ثقافة المجتمع تجاه القات، وتحويله إلى ظاهرة مرفوضة اجتماعياً.

وكان الحمدي يرى إن أحد الأسباب الرئيسية لتنامي الفساد في البلاد هو الاستمرار في زراعة القات،

هذا هو فكر الرئيس القائد في ذلك الوقت،

فلنا أن نتصوّر لو أن هذه الأفكار وجدت طريقها للتطبيق الحرفي ولم يتبنّى من خلفه ما هو مناقضٌ لها لكانت اليمن اليوم وبما تمتلكه من ثروة بشرية وطبيعية وموقع استراتيجي وجزر مميزة، لكانت فعلاً في مصاف الدول المتقدمة بل ربما في المقدمة،

كنت سأواصل بعض القصص السردية لكنني هنا اتوقف بإعجاب أمام الخطوة المباركة التي أقدم عليها شباب الحراك الحضرمي عندما خرجوا يطالبون بحقوقهم المشروعة في الحصول على ابسط الخدمات إدارة واعية وكهرباء ومياه وأسعار في متناول مستوى الدخل المحدود الذي يعيش عليه الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب،

هذه المعضلات الكبيرة التي خرجوا من أجلها لم يتوقفوا عندها فقط بل توجهوا نحو الطامة الكبرى التي اجتاحت الديار الحضرمية منذ خمسة وثلاثون عاماً ألاّ وهي طامّة القات والتي كانت البدايات لها أفراد فقط وكانوا يتعاطونه على استحياء أما الآن فأكاد أقول إنه انتشر كانتشار النار في الهشيم حتى لا يكاد بيتاً من بيوت الحضارمة إلاً وقد وصله هذا الضرر بشكلٍ أو بآخر،

ولهذا فالخطوة التي اتخذوها بمنع دخول القات الى حضرموت خطوة قوية ومباركة،

وأنا أدرك أن تنفيذها سيكون في غاية الصعوبة إلاً بمشاركة حكومية تتعاون في تنفيذها كل الأجهزة الأمنية والعسكرية حتى تمنع التجاوزات ومحاولات دخوله بطرق غير مشروعة حتى تنعم حضرموت بأمن وأمان،

وللحديث بقية.