آخر تحديث :الإثنين-15 سبتمبر 2025-07:28ص

ليكن الجميع خلف سالم بن بريك

السبت - 09 أغسطس 2025 - الساعة 04:23 م
طه بافضل

بقلم: طه بافضل
- ارشيف الكاتب


اليوم، صار التصفيق للخراب بطولة، والسكوت عن الفساد حكمة، يُصبح دعم أي إصلاح تهمة. سيقولون عني "مطبل" لرئيس الوزراء د. سالم بن بريك، وكأن الوقوف مع مشروع استعادة الدولة جريمة، وكأن الإنصاف خيانة. لكنني لا أُطبل، بل أُدندن على وتر المعنى، وأكتب بما يليق بمَن يُحاول أن يُعيد للدولة حضورها وسط جوقة من الصمت والتشكيك.


كلمة (الإصلاح) هنا تعني ضد الفساد وليس حزب الإصلاح..


المطبل الحقيقي ليس من يُساند الإصلاح، بل من يُزين الفساد ويُبرر الفشل، من يُهاجم كل محاولة جادة لأنه لا يرى في الدولة سوى غنيمة، من يُبدل مواقفه حسب الرياح، ويُخفي مصالحه خلف شعارات النزاهة. أما أنا، فأكتب من موقع المسؤولية الأخلاقية، لا من موقع المصلحة. أُساند حين أرى محاولة جادة، وأنتقد حين أرى انحرافًا. وهذا ما لا يفهمه من اعتاد أن يرى كل دعم على أنه صفقة.


أُساند د. سالم بن بريك لأنه لا يُدير الأزمة من خلف الستار، بل يُواجهها علنًا. لأنه يُعيد ترتيب الفوضى، لا يُعيد إنتاجها. لأنه يُحاول أن يُعيد للدولة هيبتها، لا أن يُراكم امتيازاته. نعم، له أخطاؤه، وله خصومه، لكن الفرق بينه وبين كثيرين أنه لا يُراوغ. وأنا لا أُساند الأشخاص، بل أُساند الاتجاهات التي تُعيد للدولة معناها.


بعضهم يُهاجم بن بريك لأنه لا يُوزع المناصب حسب المزاج، وبعضهم يُشكك فيه لأنه لا يُجاملهم في فسادهم، وبعضهم ببساطة لا يحتمل أن يرى مسؤولًا يُحاول، لأن ذلك يُفضح تقاعسهم. هؤلاء لا يُريدون إصلاحًا، بل يُريدون فوضى يمكنهم أن يرقصوا فوقها. وأنا لا أرقص، بل أكتب. وأكتب بما يُوقظ، لا بما يُرضي.


إن كان دعم الإصلاح يُسمى تطبيلًا، فليكن صوتي طبلة تُوقظ النيام. لكنني لا أُطبل، بل أُسائل، أُراقب، وأُساند حين يكون المسار واضحًا: دولة تُستعاد، لا تُستغل. وسأظل أكتب بما يليق بمَن يُحاول، لا بما يُرضي من يُراوغ.


ولأن المعركة ليست مع بن بريك وحده، بل مع كل محاولة لإعادة الدولة من بين أنياب الفوضى، فإنني أُوجه دعوتي إلى كل من يحمل قلمًا لا ليُزين به الخراب، بل ليُضيء به الطريق. إلى الإعلاميين، والصحفيين، والكتّاب، وأصحاب المنابر الذين لا يزالون يؤمنون أن الوطن ليس مجرد شعار، بل مسؤولية. ساندوا من يُحاول، لا لأنه معصوم، بل لأنه لا يُراوغ. اكتبوا بما يُليق بمَن يُعيد ترتيب الفوضى، لا بما يُرضي من يُراكمها. لا تتركوا صوت الإصلاح وحيدًا في وجه جوقة التشكيك. فالكلمة التي لا تُساند الحق، تُخدم الباطل بصمتها. والقلم الذي لا يُكتب في لحظة كهذه، يُصبح شاهد زور على وطن يُنهب باسم النزاهة.