أحببت هذا المكان بكل تفاصيله، احببت الزوايا والفصول، احببت المكفوفين وإدارتهم الرشيدة، ناس طيبين لا ينتمون لوحشية الشارع وخبث ومكر بعض البشر، بعيدين عن التنمر وضجة الحياة، إبتساماتهم لا تفارق محياهم، متحابين متعاونين في العمل، يسند بعضهم البعض في أمورهم اليومية.
أنه معهد النور للمكفوفين يا سادة من يحطم الظلام تحطيماً ويشع بنوره على كل مرتاديه، أبطال حقيقيين كسروا حاجز الإعاقة حتى يوصلوا رسالة للجميع أن لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس.
اليوم الأحد الموافق 10 أغسطس 2025م الساعة الخامسة مساءً شاهدت حبايب قلبي المكفوفون في حلة جديدة رائعة، همة ونشاط وبصيرة في أداء مهامهم في لعبة كرة جرس الهدف وحماسهم اللا متناهي في إحراز الهدف، قد يستغرب البعض ويقول هذا لا يمكن، مستحيل، يا عزيزي المستحيل هذا تجده في قاموسنا نحن المبصرين اما هؤلاء فلا حدود ولا سقف لطموحهم، كتلة من النشاط تمشي على الأرض.
والله يا جماعة أني وجدت راحة واطمئنان مع هذه الفئة السامية من المجتمع، في المعهد تخرج من ضجة الحياة المتعبة الرتيبة، حياة الانانية وحب الذات، حياة التسلط والتجبر فيها القوي لا يرحم الضعيف إلا من رحم ربي وتدخل في عالم الروحانية والطمأنينة والسكون، يستقبلوك بإبتسامة ساحرة ويودعوك بإبتسامة وكلام جميل معسول يريح القلب.
*استحلفكم بالله لا تظلموا ملائكة الأرض، هؤلاء يستحقون كل الدعم من الجهات الحكومية والمنظمات ورجال الخير، وللأسف هم منسيون مظلومون لا يجدون من ينصفهم.*
*أحد المكفوفين يقول لي أن دعم معهد النور للمكفوفين يأتي فقط من قلة قليلة من رجال الخير ولا وجود للدعم الحكومي ولا المنظمات، لماذا؟*
*في بلادنا رجال خير ورجال أعمال يبحثون عن جهات محتاجة ولكن للأسف من يوجههم يستثنى ذوي الاحتياجات الخاصة.*
*في اعتقادي ان المنظمات تدعم فقط الوزارات والمؤسسات والهيئات التي يتم الرفع بها من قبل المسؤولين، فأين معهد المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة من كشوفاتكم؟*
*نداء لكل المسؤولين، لا تتركوا هؤلاء الشباب والشابات، ناس من صفوة المجتمع ووجهه المشرق، هم من رعيتكم، ستسألون عنهم يوم القيامة، لا تنسوا هذا.*
*ملحوظة قد يستغربها الكثير، تصدقوا أن عدد طلاب معهد النور للمكفوفين ( 28 ) كفيف فقط ولا يجدون الاهتمام الكافي، يفترض أن يعيشوا كالملوك.*
*على الحكومة ان تختار وزرائها وأعضائها وممثليها من مبدأ: قبل ان تكون مسؤول يجب أن تكون إنسان.*
*مودتي
