آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-07:24ص

عن لقائي بمدير أمن أبين

الأربعاء - 13 أغسطس 2025 - الساعة 09:37 ص
فهد البرشاء

بقلم: فهد البرشاء
- ارشيف الكاتب


حينما أجريتُ اللقاء يوم أمس مع مدير أمن أبين العميد أبو مشعل الكازمي، لم تكن حالة الأسى والحزن التي غلّفت الرجل ورافقته في الحديث وليدة اللحظة، بل هي تراكمات لسنوات طويلة حاول فيها أن يتجاوز كل تلك العراقيل ويحافظ على أبين ولو بأقل الخسائر.

ولكن للأسف، كان رجاله يتساقطون الواحد تلو الآخر في ميادين الشرف والبطولة دفاعًا عن حياض أبين والذود عن أهلها وقادتها، دون أن يحرّك ذلك ساكنًا في مياه المسؤولين الآسنة.


وظل أبو مشعل على ذات المبدأ ولم يحد عنه احترامًا للدماء الزكية التي سالت من أجل أبين الأرض والإنسان، وللرجال الذين كانوا يسابقون أرواحهم في ساحات الحرب ضد كل العابثين.


مرارة الحديث التي بدت على ملامح أبو مشعل، والحرب الممنهجة التي تُدار ضد أبين، هي امتداد لسلسلة طويلة منذ سنوات، دون أن نعرف سببًا وجيهًا يجعل هؤلاء الحثالات يحاربون أبين، رغم أن أبين رقم صعب وارتكاز ومحور لأي عمل سياسي لأي مشروع قادم. ولكن يُصر هؤلاء على أن يجعلوا من أبين كبش فداء.


لم تكن أبين يومًا خانعة أو خاضعة أو منكسرة، حتى في أصعب حالاتها. قد تمرض ولكنها لا تموت، وقد تسقط ولكنها تقف بسرعة، رغم كل المحاولات البائسة التي يقودها البعض بمباركة بعض أصحاب المصالح المؤقتة.


حاولت أن أثني أبو مشعل عن قراره الذي رأيت فيه بداية ضياع وشتات لأبين في جهازها الأمني، ونهاية مؤسفة لتاريخ الرجل الذي تشهد له الساحات والميادين، ولكن كان كلامه واضحًا: ما فائدة بقائي في منصب فارغ ليس فيه أبسط المقومات التي يحتاجها أي أمن في أي محافظة كي يستمر ويصمد أمام أي مشاكل تواجهه؟


ظل أبو مشعل صامدًا أمام هذا التهميش والإهمال والحرمان من أبسط المقومات والحقوق على أمل أن يكون القادم أجمل، إلا أن الأيام والمواقف والأحداث كشفت للرجل حجم المؤامرات التي تُحاك ضد أبين حتى تصبح مرتعًا خصبًا للفوضى والعبثية والاقتتال.


لا ينكر الجهود الجبارة التي خاضها أبو مشعل منذ توليه منصبه إلا جاحد أو مريض نفسي أو مرتزق أخذ مقابل ذلك حفنة من المال ليطعن في بطولات أبين ورجالها الأشاوس. وأمر التخلي في هذا الوقت العصيب عن أبين يُنذر بقادم قد لا يبدو جميلًا.


لم يقبل أبو مشعل البقاء في منصب فارغ، وهيكل لا فائدة منه ولا نفع فيه لأبناء محافظته، فقرّر أن يخرج بشرف ليحافظ على ماء وجهه، طالما أن كل قيادات أبين في كل المناصب قد آثرت الصمت والخنوع. وأي قيادي يتقلّد منصبًا فارغًا لا يخدم من خلاله أبين، وجلوسه على هذا الكرسي لتنفيذ أجندة أسياده، فهذا عيب ووصمة عار في جبينه مهما زين له المطبلون سوء عمله.


ختامًا، أبو مشعل رمز أبيني شامخ لا يختلف اثنان على بطولاته ومواقفه الرجولية برفقة رجاله الأشاوس، وخذلانه هو وأجهزته الأمنية نقطة سوداء في تاريخ كل قيادي أبيني يتقلد منصبًا لا فائدة منه.


رُفعت الجلسة.


فهد البرشاء

13 اغسطس 2025م