آخر تحديث :الخميس-25 سبتمبر 2025-12:39ص

ادارة المشهد المالي في اليمن: أسئلة الناس وأجوبة مبسطة

الخميس - 14 أغسطس 2025 - الساعة 09:15 م
د. علي ناصر الزامكي

بقلم: د. علي ناصر الزامكي
- ارشيف الكاتب



س: ما معنى "نقل المنظومة المصرفية" إلى عدن؟

ج: المنظومة المصرفية هي النظام الذي يربط البنوك ببعضها وبالبنك المركزي، ويتحكم في التحويلات، المقاصة، وإدارة النقد الأجنبي.

عندما تُنقل إلى عدن، فهذا يعني أن البنك المركزي في عدن والمعترف به دوليًا صار هو المتحكم الرئيسي في حركة الأموال، بدلًا من وجود مراكز مالية تعمل خارج سلطته، وهذا يساعد على ضبط السوق ومنع الفوضى.

س: وما هي "مؤسسة ضمان الودائع" ولماذا هي مهمة؟

ج: هذه مؤسسة حكومية تحمي أموال المودعين في حال تعرض أي بنك للإفلاس. وجودها في عدن يعطي الناس ثقة أكبر في البنوك، ويشجعهم على إيداع أموالهم بدلًا من تخزينها في المنازل.

س: ما فائدة "ضبط إيرادات الموانئ والجمارك والضرائب"؟

ج: هذه الإيرادات هي أموال كبيرة تدخل من الاستيراد والتجارة.

ضبطها يعني أن الحكومة تحصل على حقها كاملًا، وتستخدمه لدفع الرواتب وتمويل المشاريع، بدلاً من أن تضيع أو تذهب لجيوب خاصة. النتيجة: تقليل الحاجة لطباعة العملة، وبالتالي الحد من التضخم.

س: لماذا ألزمت الحكومة البنوك بتوريد النقد الأجنبي للبنك المركزي؟

ج: سابقًا، بعض البنوك كانت تحتفظ بالدولار أو تبيعه في السوق السوداء.

الآن، بتوريده للبنك المركزي، يتم توفيره لاستيراد السلع عبر القنوات الرسمية، فيقل الضغط على السوق ويستقر سعر الصرف.

س: كيف كُبحت المضاربات في العملة؟

ج: عندما توفر الحكومة الدولار في السوق الرسمي، وتقل الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق السوداء، لا يعود هناك ربح كبير للمضاربين. بالتالي، ينخفض الطلب الوهمي على الدولار.

س: لماذا عادت تحويلات بعض المغتربين عبر البنوك الرسمية؟

ج: لأن الأسعار في القنوات الرسمية أصبحت قريبة من السوق، والمغترب أصبح مطمئنًا أن أمواله ستصل بسعر جيد وبأمان. هذا يعني دخول عملة أجنبية أكثر للنظام الرسمي.


س: ما هو "توحيد السلطة النقدية"؟

ج: معناه أن يكون هناك بنك مركزي واحد وسعر صرف واحد في كل البلاد. هذا يمنع الازدواجية والفوضى، ويجعل السياسة النقدية أكثر فاعلية.

س: كيف يدعم الاقتصاد "الإنتاج المحلي" و"الصادرات"؟

ج: كلما أنتجنا محليًا، قلّ استيرادنا، وحافظنا على العملة الأجنبية.

وكلما صدّرنا، دخلت لنا عملة أجنبية جديدة. النتيجة: تحسن قيمة الريال وزيادة فرص العمل.

س: ما أهمية تنشيط النفط والغاز؟

ج: النفط والغاز هما أكبر مصادر العملة الصعبة لليمن. زيادة إنتاجهما وتصديرهما تعني إيرادات أكبر للدولة، ما يساعد على دفع الرواتب وتثبيت العملة.

لكن من المهم أن ترافق ذلك إصلاحات جذرية لتعزيز الاحتياطي النقدي لدى البنك المركزي، حتى يتمكن من التدخل عند الحاجة في سوق الصرف، وتوفير الغطاء النقدي للاستيراد.

س: ما هي "لجنة المدفوعات" أو اللجنة الوطنية للإشراف على الاستيراد، ولماذا هي مهمة؟

ج: هذه لجنة حكومية تنظم عملية شراء العملة الأجنبية من البنك المركزي لاستيراد السلع، خصوصًا الأساسية مثل القمح، الأرز، السكر، الأدوية… إلخ.

قبل وجودها، كان المستوردون يشترون الدولار من السوق السوداء، مما كان يرفع سعر الصرف ويزيد المضاربات.

الآن، بوجود اللجنة، يتم تحديد أولويات الاستيراد وتوفير الدولار عبر قنوات رسمية وبسعر منظم، مما ساهم في استقرار الأسعار وكبح المضاربة على العملة.

س: ما أهمية الناتج المحلي الإجمالي في هذه المعادلة؟

ج: الناتج المحلي هو إجمالي قيمة ما ينتجه البلد من سلع وخدمات خلال سنة. كلما زاد الإنتاج المحلي، سواء في الزراعة أو الصناعة أو الخدمات، زادت قدرة الدولة على توفير فرص عمل، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الصادرات. هذا بدوره يعزز قوة العملة المحلية ويخفف من الاعتماد على الاستيراد.

الرسوم البيانية النصية: كيف تؤثر هذه الإجراءات على ثبات سعر الريال


رسالة للناس:

ما يحدث اليوم من إصلاحات اقتصادية ليس مجرد قرارات حكومية على الورق، بل خطوات عملية لإعادة السيطرة على اقتصادنا وحماية أموالنا.

لكن نجاح هذه الإصلاحات يحتاج إلى استمرار العمل الجاد لتعزيز احتياطي النقد الأجنبي، وتوسيع الصادرات النفطية والغازية، وزيادة الإنتاج المحلي.

دورك مهم… عندما تدعم المنتج المحلي، وتتعامل عبر القنوات الرسمية، وتشارك في بناء الثقة بالقطاع المصرفي، فأنت تساهم في استقرار الريال وتحسين معيشة أسرتك وبلدك.

الاقتصاد مسؤوليتنا جميعًا، وبتكاتفنا يمكن أن نضع اليمن على طريق التعافي والنهوض.