في لحظاتٍ كانت البلاد تترنح تحت وطأة المعاناة ويتزايد شعور المواطنين بالخذلان من ضعف المؤسسات وانعدام الحلول برز في المشهد ثنائي وصف بأنه رائع ومحنك جاء ضمن توجه رئاسي وحكومي ورسمي جاد ليعيد ترتيب الأولويات ويضع نصب عينيه هدفاً أساسياً تخفيف معاناة المواطنين وضبط الفاسدين والمتلاعبين وإعادة الثقة بأن الدولة مهما ضعفت لن تنتهي وأن هيبتها قادرة على أن تنهض متى ما توافرت الإرادة الصادقة والقيادة الحكيمة.
إن ما يقوم به دولة رئيس الوزراء ومعالي محافظ البنك المركزي في هذه المرحلة الدقيقة ليس مجرد إدارة يومية للملفات بل هو مواجهة حقيقية لأمراض مزمنة تراكمت عبر سنوات من الإهمال وسوء الإدارة لقد أدرك هذا الثنائي أن المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الوعود الفارغة والخطابات المكررة فانتقلا من مربع الكلام إلى ميدان الفعل وشرعا في وضع الخطط الجادة التي تمس حياة الناس مباشرة بدءاً من ضبط أسعار الصرف وكبح جماح المضاربين وصولاً إلى تشديد الرقابة على المال العام ومحاسبة المتلاعبين به.
هذا التوجه لم يقتصر على قرارات مكتبية بل ترافق مع تحركات ميدانية ورسائل واضحة لكل من تسوّل له نفسه العبث بمقدرات البلاد بأن زمن الفوضى يلفظ أنفاسه الأخيرة وأن يد القانون ستطال كل متلاعب أو فاسد أياً كان موقعه أو نفوذه لقد شعر المواطن ولو لأول مرة منذ زمن أن هناك من يتحدث بلسان معاناته ويفكر بعقله ويعمل بإرادة لا تنحني أمام المصالح الضيقة ولا تخضع لابتزاز جماعات الفساد.
كما أن دعم سلطات الدولة وأجهزتها بالمحافظات المحررة لهذه الجهود منح العمل زخماً أكبر ورسخ فكرة أن الإصلاح لا يمكن أن يكون فردياً أو موسمياً بل هو عمل تكاملي يحتاج إلى تعاون الجميع من أعلى هرم القيادة إلى أصغر موظف في الميدان وما أعاد الأمل للمواطنين لم يكن مجرد تصريحات بل مؤشرات فعلية على الأرض تؤكد أن هناك إرادة سياسية جادة لفرض هيبة الدولة من جديد وأن الوطن لا يمكن أن يبقى رهينة للفوضى أو أن يُترك فريسة للعبث الاقتصادي والإداري.
إن ما يميز هذا الثنائي ليس فقط القدرة على الإدارة بل الشجاعة في مواجهة الملفات الصعبة التي تهرب منها كثيرون في الماضي لقد أيقنوا أن حماية المواطن لا تتم بالشعارات بل بقرارات جريئة تضرب بيد من حديد على منابع الفساد وتعيد تنظيم الموارد وتخلق بيئة اقتصادية مستقرة وهذه الخطوات وإن كانت البداية فقط فإنها تبعث برسالة قوية بأن المسار تغير وأن القادم سيكون أفضل إذا ما استمر هذا النهج بلا تراجع أو مساومة.
إن المواطن اليوم رغم جراحه العميقة من سنوات القهر والفساد يلتقط خيط الأمل من جديد لأن الدولة بدأت تظهر بوجهها الحقيقي حامية حازمة وقادرة على استعادة قوتها وهيبتها ومهما حاولت قوى التعطيل نشر الإحباط أو التشكيك فإن الأفعال الملموسة على الأرض كفيلة بإسكات الأصوات التي اعتادت الاستثمار في الفوضى.
نسأل الله أن يوفق دولة رئيس الوزراء ومعالي محافظ البنك المركزي وكل الرجال المخلصين في مؤسسات الدولة لما فيه خير العباد والبلاد وأن تظل هذه الروح الصادقة والجدية نبراساً يقود اليمن نحو بر الأمان حتى يعود الوطن قوياً معافى وتعود هيبة الدولة لتفرض حضورها على الجميع كما يجب وكما يليق بهذا الشعب العظيم.