آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-03:43ص

حضرموت.. أرض وشعب وجغرافيا

الأحد - 24 أغسطس 2025 - الساعة 02:26 م
د. خالد سالم باوزير

بقلم: د. خالد سالم باوزير
- ارشيف الكاتب


حضرموت أرض محددة وهوية راسخة ، بعض من أبناء حضرموت دون وعي كامل بالأمور، يريدون أن يُقال: "الضالعي حضرمي" أو "الأبيني حضرمي" أو "اللحجي حضرمي" أو "ابن عدن حضرمي". وهذا أمر غير مقبول ..


نحن في حضرموت، أرض وشعب بحدودها الجغرافية والسياسية المعروفة ووجودها البشري الممتد لآلاف السنين ، لا نقبل أن تُعمم كلمة "أنا حضرمي" على غير أهلها. فحضرموت لها موقعها الجغرافي المعروف منذ ما قبل الاستقلال في عام 1967..


لا مانع من أن يُطلق على دولتهم القادمة اسم "الجنوب العربي" أو "دولة عدن"، فذلك شأنهم ، أما أن يُطلق اسم "حضرموت" على دولة لا تضم أبناء حضرموت تاريخيًا، فذلك استيلاء على هوية لا تخصهم ..


لن يرضى الحضارم بتعميم إسم حضرموت على مناطق لا تتبع لها إلا من أتباع مكونات سياسية معينة معروفة الولاء والانتماء ، وربما فعلوا ذلك تحت ضغوط ومصالح خاصة ..


إذا أصرّ البعض على تسمية دولتهم بـ"حضرموت" بعد فك الارتباط مع الشمال، فعليهم أولًا إجراء استفتاء في حضرموت:

هل تريدون أن تُسمى الدولة القادمة "دولة حضرموت"؟

فإن وافق شعب حضرموت، فهنيئًا لهم ، وإن لم يوافقوا، فليبحثوا عن اسم آخر: "الجنوب العربي"، أو "الجنوب اليمني"، أو حتى "دولة عدن" وما يتبعها ..


حضرموت مهمّشة أعطني إسم قائد حضرمي واحد في قوات الأحزمة أو في أي قوة أمنية أو عسكرية أخرى!!!!!! ، فقبل أسبوعين، اجتمع قادة الأحزمة الأمنية، ولم يكن بينهم حضرمي واحد!!!!


يريدون حضرموت فقط من أجل مساحتها الجغرافية وتاريخها وثرواتها ، لا من أجل شعبها المعروف في كل أنحاء العالم بتميّزه واعتزازه بهويته ..


إذا كان المجلس الانتقالي جادًا فعلًا في ضم حضرموت إلى الدولة الجنوبية القادمة فعليه القبول من الآن بحق الحضارم في الحكم الذاتي ، فلماذا يرفض قادة الانتقالي هذا الحق؟! ، ألم يكفِ أن تكون حضرموت "البقرة الحلوب" لدولة الشمال والجنوب لأكثر من نصف قرن، بينما شعبها يعيش على فتات موائد اللئام؟!


لن تكون لحضرموت كلمة الفصل إلا بإعادة بناء قوة حقيقية مثل جيش البادية، ذلك الجيش الذي دمرته الجبهة القومية بقيادات شمالية وبعض من أبناء حضرموت الطائشين، مراهقي السياسة ..


وجود الحضارم في الجبهة القومية، ثم في الحزب والتنظيم ، كان شكليًا فقط. أما القوة، فكانت بيد أبناء المحافظات الأخرى في زمن اليمن الديمقراطية ثم بيد الشماليين بعد 1994، بزعامة عفاش ونظامه القبلي المتخلف.


اليوم أدرك الحضارم أن لا سبيل لبناء وجود حقيقي وكلمة مسموعة إلا عبر قوة عسكرية خالصة من أبناء حضرموت ، تحمي الأرض والهوية، ولا تعتمد على قوات دخيلة لا تنتمي إلى حضرموت ..


اليوم، نشهد ولادة قوة حضرموت في الهضبة، بموافقة التحالف العربي ودعمه غير المحدود لـ"حلف حضرموت" ، وهذه القوة تبنى بجهود مخلصة، وبرؤية واضحة، دون الحاجة لمجاملات أو إرضاء الآخرين ..


بمباركة من التحالف العربي والرباعية الدولية تمضي حضرموت نحو مستقبل تُرسم فيه ملامح الدولة، لا التبعية.