آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-01:12م

جعيم الغسيلي العولقي .. أسطورة الرماية في زمان عدن الجميل

الثلاثاء - 26 أغسطس 2025 - الساعة 11:18 ص
عمر الحار

بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب



هذه حكاية من حكايات عدن في الزمن الجميل . برز من بين صفحاتها اسمٌ نقش نفسه في سجلات الرياضة بسلاحه لا بكلماته ، إنه جعيم علي عبدالله الغسيلي العولقي ، ابن حطيب من بلاد شبوة الأبية ، وأحد أعمدة الرماية على مستوى الجنوب اليمني والعالم .


ولد جعيم في العام 1936، وترعرع في بيئة بدوية محافظة صقلت فيه روح الانضباط وقوة الإرادة . التحق بالسلك العسكري في جهاز الأمن بتاريخ 13 نوفمبر 1956 في مدينة عدن ، وهناك بدأت فصول أسطورته تُكتب بصمت وجدية .


لم تكن موهبته في الرماية عابرة ، بل كانت طيفًا من الدقة الفطرية والمثابرة اليومية . التحق بفريق الرماية التابع للقوات النظامية ، وسرعان ما أصبح اسمه متداولًا كأحد أبرز القناصين على مستوى الاتحاد . وفي عام 1965، تسيد نتائج الرماية محليًا ، ليتأهل عن جدارة لتمثيل بلاده في دورة ألعاب الكومنولث التي أقيمت في كينغستون – جامايكا بين 30 يوليو 1965 حتى 30 يوليو 1966.


في تلك البطولة الدولية ، التي جمعت 1316 رياضيًا من 34 دولة ، لم يكن جعيم مجرد مشارك ، بل كان مفاجأة البطولة . وسط زحام الأسماء العالمية والجنسيات المتنوعة ، رفع راية بلاده عاليًا ، محققًا المركز الثاني عالميا في الرماية ، ومتوجًا بإنجازين تاريخيين: ميدالية فضية ، وأخرى برونزية.


إنجاز الغسيلي لم يكن مجرد انتصار رياضي ، بل كان رسالة مدوية بأن أبناء شبوة ، قادرون على المنافسة عالميًا واعتلاء منصات التتويج . في اصعب الظروف و المراحل .


جعيم الغسيلي لم يكن فقط قناصًا ماهرًا ، بل كان رمزًا للانضباط العسكري والولاء الوطني ، وأحد أوائل من جسدوا صورة الجندي الرياضي الذي لا يعرف المستحيل .


وقصة عثوري على هذه الورقة من تاريخ شبوة الملفوف بالنسيان ، وابطالها في مجال الرماية . الهمتني فكرة البحث عن اوراق ابطال المحافظة وتجميعها في مختلف المراحل من التاريخ .


واجدها فرصة سانحة لاسدى الشكر لاهله في الكتابة عن هذا البطل الرياضي جعيم الغسيلي ، لسيادة العميد المبدع و المناضل العصري الرائع صالح علي بلال .