لماذا نحن الشعوب العربية دون غيرنا ؟! دوما ما نكرر بإستمرار كل أخطاء الماضي المؤلم بحذافيرها بل وبغباء مفرط منا ، نسلك بمنتهى الغوغائية النابعة من تشددنا الروحاني والقبلي الأعمى والفكري إن وجد من الأساس للفكر بقية في أدمغتنا العربية المنهكة عمدا مما سهل التلاعب بها وتشكيلها كيفما شاء من شاء لفعل ذلك (وهنالك دائما وأبدا من يعشق فعل ذلك بنا).
لماذا نحن الشعوب العربية نكرر دوما نفس المسلك المؤلم ؟! في كل بداياتنا التي تكون دوما بلا نهاية تستحق الذكر سوى دوامة من المآسي والأحزان التي لا تنتهي مطلقا.
في إعتقادي نحن تعودنا أن ننهي كل مرحلة سابقة ونطوي صفحتها طواية كاملة وبلا رجعة على الإطلاق ولا نتعلم شيئا مما مضى علينا منها ولا نتخذها كمرجعية دروس وعبر قد دفعنا جميعنا ربيع عمرنا الضائع والمهدور ثمنا غاليا لها ، ونحبذ دوما أن نبدأ من جديد ونخليها على الباري كما تقول تلك الأغنية الشهيرة (سيبه على الله سيبه).
نفتح دوما صفحة جديدة على بياض وبكل زخم عالي الرتم وسريع الخطوة يفتقد للدراسة العلمية الممنهجة السليمة للبناء المتين الراسخ ، بل على العكس دوما ما نتبع العشوائية المفرطة والمتغلغلة في كل إنطلاقات مراحلنا السياسية العربية الجديدة المعهودة والمشهورة في كل أدبياتنا السياسية العربية دوما با :
(المرحلة الجديدة)
والتي مطلقا لا تضيف أي جديد يذكر لنا نستبشر به خير.
تلك المرحلة الجديدة التي تبدأ دوما بإنزال صور فلان وتماثيل علان من الناس لتبدأ معها الأهازيج والطبل والمزامير وحمل الفلان الفلاني المختار منا (وهو في الأغلب ليس مختارا منا ولا يحزنون) سريعا ما تحمله الأكتاف عاليا وتتمسح به وبملابسة بل وبكل أعضائة إن أمكن الوصول لها وتصورة بأنة الزعيم والقائد الذي سيجنبنا شروق الشمس من مغربها إن أطال الله بعمره وتمكن من البقاء في الكرسي الى ما لا نهاية من العمر المهدور وكأنة الأكسجين الذي يضمن بقائنا أحياء على هذا الكوكب لأن المرحلة دوما تتطلب بقائه الى الأبد.
لماذا؟ نزيح ديكتاتورا لنصنع ديكتاتورا أخر أكثر غباء وفتكا ودموية مما سبق .
بصراحة لا أعلم؟ ماهي الإجابة المنطقية لهذا السؤال وأتمنى أن أصل إليها يوما ما.
هل؟ لم يكن ذلك الديكتاتور الذي دكتررنا كثيرا في السابق كافيا لنا ولم يكن غبائة مقنعا وأقل فعالية مما نستحقة نحن الشعوب العربية اليوم ، لذا من حقنا كشعوب عربية (لا تفكر) أن نطمح لديكتاتورا أخر يرضي غرورنا نفصله بمقاييس ومعايير تتناسب وتتناغم مع مواصفاتنا وجودتنا الخاصة للديكتاتور المنتظر الذي يجب أن نأمل من الله سبحانه وتعالى بأن يكون هو الأكثر ديكتاتورية وغباء ودموية لأنه يعتبر مطلب شرعي تعود ملكيتة للشعب ومن حقنا نحن الشعب العربي (لايفكر) أن نكتوي على نار هادئة بنار إختيارنا السلتبيسي ، وطبعا بيني وبينكم هذا إذا كان الخيار إختيارنا من الأساس أحبتي.
#الخلاصة :
و المرء لا تشقيه إلاّ نفسه *
حاشى الحياة بأنّها تشقيه
ما أجهل الإنسان يضني بعضه
بعضا و يشكو كلّ ما يضنيه
و يظنّ أن عدوّه في غيره
وعدوّه يمسي و يضحي فيه
#البردوني