آخر تحديث :الثلاثاء-16 سبتمبر 2025-07:32م

ماما نجلاء عنوان العطاء

الأربعاء - 27 أغسطس 2025 - الساعة 02:39 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


ياعلي كوكا وديني الروضة

عند ماما نجلاء. تعطيني موزة

هذه الأهزوجة تحمل في طياتها الكثير عن شخصية المعلمة والأم متدفقة العطاء والحنان التي يهفو إليها الصغار كلما كانت أنظارهم صوب قبلة التعليم والتربية .

ماما نجلاء مديرة روضة اروى في سبعينات القرن الماضي وهي من الرائدات في مجال التعليم والتربية التي لم يقتصر دورها في هذا المجال المهم بل كان لها الريادة في كثير من مجالات البناء والتطوير الذي يخدم الوطن.

ماما نجلاء لم تكن المديرة تقليدية تجلس خلف مكتبها لتدير العمل وتعطي التوجيهات عن بعد ولم تكن علاقاتها فقط بالطاقم المساعد لها في الإدارة بل كانت روح الروضة التي تضفي الحياة على كل العمل وهي تشارك المعلمات والمعلمين تدريس وتربية النشئ بل هي مصدر الإلهام المعنوي لطاقم التعليم والتهيئة والتربية وكذا مقصود الصغار أبناء الخامسة والسادسة وهي يصطفون أمام الحافلات التي توصلهم إلى مقصدهم اللقاء بالفاضلة والأم الرؤوم ماما نجلاء وهم يرددون أهزوجتهم التي تعبر عن حبهم وتعلقهم بمصدر الإشعاع وباعثة الحياة في أروقة الروضة التي يعشقونها روضة اروى.

فأجيال السبعينات وخاصة من ابناء مديرية الشعب سابقا التي تشمل اليوم مديرية الشيخ عثمان ودار سعد والمنصورة والشعب والبريقةحتى راس عمران هم ابناء وتلاميذ المعلمة والأم الفاضلة ماما نجلاء يحملون لها الحب وجميل العرفان والعطاء.

ماما نجلاء المرأة التي لاينضب عطاؤها فبعد وصولها للتقاعد بعد رحلة كفاح في مجالات عدة تتفجر مواهبها في جمع الموروث الثقافي لجميع محافظات البلاد دون استثناء وهي تقدم صورة عن الإنسان اليمني راحلة في دهاليز التاريخ تبحث عن القطع الأثرية والفنية لتوصل صوت تاريخ الإنسان اليمني إلى كل اصقاع العالم غير ابهة بالمشقة طالما توصل رسالة وطنية وغير مقيدة بسن وزمن بل هي شمعة تضيئ لتنير الطريق لمن حولها

دائما يتردد صوتها كما عهدنا في الإذاعات والقنوات المحلية وفي طابور الصباح المدرسي هنا الأمل طالما انفاسنا تتردد بين زفير وشهيق ولا زمن للعطاء طالما الروح في الجسد.

ماما نجلاء كنت ومازلت وستبقين نبراس يضيئ للاجيال ويفتح الأبواب المغلقة بالعزيمة والصبر والمثابرة.

عصام مريسي