آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-02:00م

توكل كرمان .. من شعار التغيير إلى مشروع الفوضى

الأربعاء - 27 أغسطس 2025 - الساعة 07:37 م
مطلوب العود

بقلم: مطلوب العود
- ارشيف الكاتب


لم يكن حضور توكل كرمان في المشهد اليمني مجرد مشاركة عابرة، بل كان نقطة انطلاق أولى لموجة تغييرات عاصفة أطاحت باستقرار اليمن، وفتحت أبواب الجحيم السياسي والأمني والاقتصادي على مصراعيه.


رفعت شعارات الحرية والديمقراطية تحت رعاية دعم خارجي واضح، لكنها تركت خلفها بلداً منهكاً، واقتصاداً منهاراً، ومجتمعاً ممزقاً أكثر مما كان عليه قبل ظهورها على الساحة.


لقد كان بإمكان أي حركة إصلاحية أن تؤسس لمسار تغييري إيجابي لو انطلقت من الداخل وبإرادة وطنية خالصة، غير أن ما فعلته كرمان لم يكن سوى استدعاء للأجندات الخارجية وتغذية للصراعات الداخلية، فتحولت “ثورة التغيير” التي بشّرت بها إلى لعنة جلبت الخراب أكثر مما حملت من وعود.


والأخطر أن دورها لم يقف عند حدود الماضي، بل كلما لاحت بارقة أمل بعودة الاستقرار إلى بقعة من اليمن، عادت لتحرك أدواتها الإعلامية والسياسية، تؤجج الفتن وتثير الانقسامات، وكأنها لا تريد لليمن أن يتعافى؛ فهي – بوعي أو بغير وعي – تسعى لإبقاء البلد في دوامة صراع لا تنتهي، فلا تستقر سلطة، ولا يترسخ أمن، ولا ينعم المواطن بفسحة تنفّس.


ولذلك، إذا أردنا ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، يجب أن نكون منتبهين لأبواقها كلما تحركت وأطلقت دعوات الفوضى والانشقاق، وأن نلجمها بحزم حتى يتسنى لنا تحقيق الأمن والاستقرار، وننعم بوطن آمن مستقر يخضع للنظام والقانون.