آخر تحديث :الخميس-04 سبتمبر 2025-01:22ص

النساء ضحايا الإجرام الموازي

الثلاثاء - 02 سبتمبر 2025 - الساعة 07:44 م
فيصل الصفواني

بقلم: فيصل الصفواني
- ارشيف الكاتب


تزامنت خلال هذا الاسبوع حادثتين ذاتا بعد إجرامي بالغ الخطورة، الأولى في مدينة صنعاء،إمراة أستقلت سيارة تكسي ومعها إبن اختها الصغير لاستلام حوالة مرسلة من زوجها المغترب عبر شركة صرافة.

وأثناء الطريق تلقت إتصال هاتفي من قريبتها واخبرتها ان ذاهبة لاستلام الحوالة، تفيد الروايات المتداولة ان سائق التاكسي اجرى اتصال لمساعديه في الجريمة يخبرهم عن المكان المتجه إليه هو والمرأة،دخلت المرأة في امان الله مع قريبها الصغير لشركة الصرافة واستلمت حوالتها بمبلغ الفين ريال سعودي وعادت الى السيارة الاجرة بشكل طبيعي وبمجرد ان فتحت باب السيارة فوجئت بشخصين يجرانها بطريقة اجرامية إلى داخل السيارة والسائق تحرك بسرعة وعلى بعد عدة امتار في شارع الاربعين وجدت جثة المراة مقتولة رميا بالرصاص ومرمية على قارعة الطريق.

وبعدها بيوم واحد فقط تظهر جريمة أخرى في منطقة التعزية محافظة تعز ،حيث قام أحدهم باستدراج زوجة احد أقاربه الى وكره وبمجرد دخولها فوجئت بطابور من الذئاب البشرية يتناوبون على ضربها وانتهاك حرمة جسدة بطرق تتعفف الحيوانات المفترسة عن ممارستها مع انثى حيوان أخر.

وكلا الجريمتين منظورتا أمام الجهات المختصة والبحث الامني على الجناة مستمر وقد تم القبض على بعضهم في صنعاء وفي التعزية. مايهمني ذكره هنا أن الجريمتين متشابهة في نوع الاجرام وأعداد مرتكبيه من الذكور مع إختلاف الأمكنة، المسرح الجغرافي للجريمة وإختلاف دوافع الجريمة ،لكن الضحية في كلا الجريمتين هي إمراة يمنية معصومة الدم والمال والعرض بحكم الدين الذي ندعي إعتناقنا له وهي كذلك بحكم القوانين المعطلة والاعراف التي نتغنى بها ليلا ونهارا.

أما الجاني في كلا الجريمتين فهم مجموعة من (الرجال) يحظون بحماية مجتمعية وينتمون لأسر متعددة توفر الحماية لافرادها من المجرمين الذكور.

الأمر الذي يدفعنا للتسأول عن الأسباب والدوافع التي تجعل مجموعة رجال يشاركون في قتل إمراة أو الاعتداء عليها بدافع سرقة مالها أو إغتصاب جسدها؟ولماذ مجتمعنا الاسلامي يوفر الحماية للذكور من الملاحقات الامنية ولايوفر الحماية للنساء من الذكور المفترسة؟

ولماذا أستشرى هذا العنف الإجرامي ضدالنساء خلال المرحلة الراهنة والذي يتم بصفه إجتماعية الا يكفي نساء اليمن حصتهن من جرائم العنف الرسمي طيلة عقد من الزمن؟ فهذه يقال عنها أم الشهداء وتلك أرملة شهيد وأخرى زوجها داخل البيت معاق بسبب الحرب وهي تتحمل كافة المسئولية في مثل هذه الظروف واخرى زوجها وابنها سجناء منذسنواات.

ناهيكم عن الماسي التي تتكبدها النساء ربات البيوت والامهات بسبب النزوح من البيوت وفقدان المأوى وإنقطاع راتب عائل الاسرة؟

الايكفي النساء اليمنيات كل هذه الجرائم التي صنعتها سلطات رسمية في مختلف انحاء اليمن والمرأة تكبدت تبعاتها الفادحة على مدى عقد ونيف من الزمن!