آخر تحديث :الإثنين-15 سبتمبر 2025-10:51م

محاكمة الإرادة

الأربعاء - 03 سبتمبر 2025 - الساعة 10:17 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


لقد وصل الحال بنا إلى محاكمة السرائر التي لا يعلمها إلا الله وحده، فجاءت حكومات تجعل من جنودا مجندة يقومون بتفسيىر الغيب، حيث أخذوا التدريب والدعم المالي والإداري في إنشاء مراكز تقوم بعملها على. أكمل وجه...

إن الفكر في بلادنا ممنوع؛ لأنه يدخل تحت مسمى الفكر المتطرف، وخاصة إذا كان الفكر متعلق بتعاليم الإسلام وتوحيد الجهود نحو الارتقاء بالأمة.

إننا اليوم ونحن نعيش في هذا العصر الحديث، لكن مع محاكم من نوع آخر هي محاكمة للفكر، بل وتعقد المحاكمات للفكر لمن تصدروا المشهد وارادوا إصلاح بلادهم، كانت السبابة تشير دائماً بالإتهامات بأن هذا فكر متطرف، بل وصنف الفكر إلى متطر ليكون مدخلا لمحاربة الإسلام وأصوله، وخاصة إذا تلاقت أفكارهم مع الشعوب، ويعتبر فكرهم من الجنايات الكبرى، فهذا هو الممنوع، وللأسف الشديد أن دولنا العربية، نقلت نفس المصطلح دون تناقشه أو تعترض عليه، وهذا يدل على أن حكوماتنا جنود يحمون مصالح الدول الاستعمارية وليس لهم شأن بالبلاد التي يحكمونها، فماذا يعنون بالفكر المتطرف الذي أصبح في بلاد العرب متهماً ومدانا، من قبل سدنة الحكم في البلاد العربية مع اصدقائهم في الغرب، وأخبرونا اليوم بأن هذا عالم جديد، وميزان القوة جديد، وتصنيف للبشر جديد، ومحاصرة للأحرار من نوعاً جديد.

إن الاستعمار الغربي بعد أن تخلص من صراعاته البينية ألتفت إلى حقيقة الإسلام فأحس بخطره منذ أن قام أجدادهم الصليبيين بحملاتهم المستمرة على البلاد العربية.

فليس العرب أو الإسلام هو العدو الجديد بل هو عدو قديم.

فالغرب الصليبي يعرفنا اليوم أكثر مما نعرف أنفسنا.

إن حضارة الغرب السابقة التي سادت الدنيا باسم الخضارة الرومانية وباسم الحضارة الغربية قسمت الإنسانية الى أحرار روما وعبيدها في العالم في نظر روما الذي يقول عنها (ريغان) رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينات,عن الحضارة الرومانية: هي الجذور لأمريكا واعداؤها هم عدائنا ، كررها الرئيس الأمريكي ـ بوش الابن ـ واليوم الرئيس الأمريكي ـ ترامب ـ ينفذها قولاً وعملاً. إن الذي أسقط الحضارة الرومانية، وغيروا موازينها القائمة على الطبقات الى موازين الوحدة الإنسانية هم المسلمين، واليوم يصنف المسلمين كأعداء ووكل للأسف الشديد بعض المسلمين للحرب ضد إخوانهم المسلمين تحت شعار التطرف (هؤلاء مسلمون متطرفون اصوليون) واليوم تسمع الدنيا هذا المصطلح، بأن المتطرف الأصولي هو الانسان المسلم، ويردده اليوم ـ النتن ياهو ـ وهو يقتل أطفال فلسطين أمام ذلك العالم الذي يتفق معه بأن هذا تطرف، وترددها أجهزة الإعلام العربية للأسف، ويردده معهم الهندوس وهم يضعون راية فلسطين تحت أقدامهم، ويذهبون حملات ليهدمون مسجداً تاريخياً لان فيه متطرفون اصوليون، وتردده أجهزة الإعلام الغربية، الأصوليون، ويردده قتلت المسلمين حول العالم، ويردده الكل ـ الأصوليون المتطرفون ـ ونحن اليوم نجد دولنا تقوم عنهم في محاربة غزة مثلاً ، هذه النواة الحية التي أن لم يكن للإمة روحا إلا بها. أننا اليوم أمام إسلام أو لا إسلام، فيا من قلتم أننا متطرفون، لماذا تخفون عنا تعريف التطرف؟ لأنه يبين ويكشف عوراتهم مع من يتعاون ويعملون معهم تحت هذا المسمى في بلاد العرب والمسلمين، لا يوضحونه لأنهم يخفون مقاصدهم التي يبنون عليها حروبهم.

فإذا عرفنا تعريف التطرف، سوف تنقسم الأمة إلى قسم يدعم الصليبيين في حربهم ضد الإسلام وبلاده ، وقسم آخر وهو الأكثر وهو الذي يخيفهم ويمنعهم من تحقيق أهدافهم. وهنا تستبين الأمور عندنا فيهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة.

فإذا عرفنا تعريف التطرف، الذي هو بلوغ أقصى الحد، وضد التطرف، التفريط، فالناس بين مفرطا فيما يلزمه أتباعه، ومتشدد فيما يلزمه أتباعه، فالإنسان الذي يصلي ويعلم الناس الصلاة والقرآن والسنة النبوية، فهو متطرف، واذا اجتمعت جماعة من المسلمين على إن مصلحة أمتها تحكيم الشريعة الإسلامية، فهم متطرفون، واليوم يعيدون لنا حضارات بائدة لافائدة فيها غير ظهور التقسيم المجتمعي واليوم يظهر امامنا في الشوارع رايات لمناطق أو قبائل وتجد الإقتتال عليها من قبل أمة كانت أمة واحدة!

إن من يرفع رموز الفراعنة، وغيرها من الرموز، وكذا في اليمن ظهور الاقيال ورموزهم، فهؤلاء ليس بمتطرفين. إن الإسلام دين وهذا الدين له أمر ونهي، والأمر والنهي في الاسلام يستوجب الإلزام، فمن يتمسك بالدين، والأمر والنهي والالزام، فهذا وصفه مسلم وليس متطرف. ومن يترك الدين، والأمر والنهي والالزام، فهذا مفرط، واذا كانت الإتهامات، بأن من يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله تطرف، فنقولها بملئ أفواهنا فنحن متطرفون!!!

إن ديننا الإسلامي هو دين مقاوم كما يصفونه ولم يخطؤوا، ولكن لماذا يقتلوننا اليوم؟! باختصار شديد لأننا مختلفون، واختلافنا الذي يغذونه هو من يسمح لهم بقتلنا بكل سهولة.

فأصبحت أمتنا مستباحة كثرواتنا غنيمة متاحة...