آخر تحديث :الأحد-16 نوفمبر 2025-02:26ص

حملات مفبركة ومركب نقص .. لماذا تُستهدف شخصيات بحجم علي ناصر والميسري.؟

الخميس - 04 سبتمبر 2025 - الساعة 02:47 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


تظهر بين الحين والآخر حملات إعلامية مفبركة، تُساق ضد شخصيات وطنية بحجم فخامة الرئيس علي ناصر محمد ومعالي الوزير أحمد الميسري، بزعم أنهما في طريقهما إلى صنعاء للعمل في إطار حكومة الحوثيين. هذه الحملات لا تعبّر عن واقع سياسي، بقدر ما تكشف مركب نقص عميق لدى بعض القوى والمناطق التي عجزت حتى اليوم عن إنتاج قيادات وطنية بمستوى الرجلين.


علي ناصر: مشروع الوحدة والسلام


الرئيس علي ناصر محمد، الذي قاد الدولة بين 1980–1986، لم يعد مجرد زعيم يمني سابق، بل تحول إلى مفكر عربي وقائد إقليمي، يحمل مشروع سلام شامل لليمن والمنطقة. مشروعه واضح: يمن موحد اتحادي لا يستثني أحدًا، يقوم على الحوار والتوافق الوطني، وليس على الصفقات الضيقة. ولذلك يستقبل الوفود من كل الأطراف، دون تمييز أو إقصاء، ويتعامل مع الجميع كيمنيين قبل أي توصيف سياسي.


الميسري: قيادة شعبية عصية على الاحتواء


أما الوزير أحمد الميسري، فرغم وجوده في سلطنة عُمان، فإنه لم يتخلّ عن حضوره كقائد شعبي وسياسي. ولو كان في نواياه الذهاب إلى صنعاء، لفعل ذلك بكل بساطة عبر قنوات سلطنة عمان التي تحتفظ بعلاقات قوية مع الحوثيين وإيران. لكن الميسري يتحرك وفق بوصلة وطنية، لا وفق صفقات أو مصالح ضيقة.


تناقض خصومهم


المفارقة أن الذين يشيعون هذه الأكاذيب هم أنفسهم من يرفعون خطاب "الانفصال عن صنعاء" في العلن، بينما يتعاملون معها في السر. هم يعيشون انفصامًا سياسيًا، يريدون أن يبدوا أكثر "ملكية من الملك"، في حين أن الجميع يعلم أن صنعاء ستظل العاصمة، وأن أي حل قادم — مدعوم إقليميًا ودوليًا — سيُفضي إلى تسوية يُعاد فيها الاعتبار لوحدة القرار اليمني.


التحولات الإقليمية تسقط خطاب الكراهية


الواقع الإقليمي تغيّر. السعودية قادت مسار التطبيع مع إيران، بزيارات استراتيجية متبادلة، شملت وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان ووزير الخارجية والرئيس الإيراني نفسه. الإمارات، رغم تحالفاتها، تحتفظ بعلاقات استراتيجية عميقة مع إيران، ودبي خير شاهد على الشراكة الاقتصادية والثقافية مع الإيرانيين. مصر بدورها تخطو خطوات استراتيجية نحو التقارب مع طهران.


إذن، من يصرّ على التمسك بخطاب "المجوس والفرس والرافضة" يعيش خارج الزمن السياسي. فالدول الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر، اختارت طريق التوازن والعقلانية في التعامل مع إيران، لما تفرضه مصالح الشعوب والمنطقة.


خلاصة


استهداف علي ناصر والميسري هو انعكاس لعجز وفشل الآخرين عن إنتاج قيادات ذات ثقل. أما المرحلة المقبلة فهي مرحلة تقارب يمني–يمني، يعكس تقاربًا إقليميًا أكبر. والمواقف الإماراتية الأخيرة — كما عبر عنها أنور قرقاش ولانا نسيبة — تؤكد أن الإمارات تتحرك ضمن الموقف العربي المتماسك في مواجهة إسرائيل ودعم فلسطين، لا ضمن خطاب شعاراتي ضيق.


إن الزمن القادم ليس زمن الشتائم والفبركات، بل زمن المشاريع الوطنية والقادة الكبار. وفي هذا الزمن، يظل علي ناصر محمد وأحمد الميسري في موقعهما الطبيعي: قادة مشروع وطني جامع، لا أسرى شائعات مفبركة.