آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-10:32م

ما هكذا تمارس الخصومة السياسية مع الآخر

الإثنين - 08 سبتمبر 2025 - الساعة 02:05 م
صالح شائف

بقلم: صالح شائف
- ارشيف الكاتب


مع الأسف الشديد ما زال البعض يجهل معنى ومفهوم الخصم السياسي على الساحة الوطنية الجنوبية الواحدة؛ والفرق بينه وبين العدو وكأنهما يقفان معا على مربع سياسي واحد؛ الأمر الذي يجعل مواقف هذا البعض تلتقي - حتى وإن لم يقصدوا ذلك - مع مواقف الأعداء ولا يميزون بين الخصم والعدو عمليا إلا لفظا.

ففي ساحة العمل الوطني تتعدد الرؤى والمواقف؛ وتختلف بالضرورة أشكال التعبير عنها من طرف لآخر؛ وفي ميدان الحياة الوطنية العامة يوحد الرابح ويوحد الخاسر كذلك؛ ولكن ليس هناك من هو منتصر وآخر مهزوم؛ لأن الإنتصار لا يكون إلا عندما يهزم العدو؛ وليس بالتغلب على الشريك في الساحة الوطنية.

ولذلك نجد من يشعر بأنه ( مهزوم ) وهو يمارس مع خصمه السياسي كل الأشكال المتاحة له للنيل من هذا ( المنتصر ) حتى تتم ( هزيمته)؛ الأمر الذي ينعكس سلبا وبصورة خطيرة على الفعل الوطني بصفة عامة.

ويتم ذلك مع الأسف من خلال عرقلة كل جهد وطني صادق يحققه هذا الطرف الوطني أو ذاك؛ وينتصر فيها للجنوب ولإرادة شعبه الوطنية؛ من خلال التشكيك بجهوده الوطنية حينا والتقليل من نحاحاته في أغلب الأحيان؛ بل ويذهب البعض منهم لإنكارها أو عدم الإعتراف بها وكأنها لم تكن.

ولسنا هنا بصدد التطرق تفصيلا لما تشهده ساحة الجنوب الوطنية من مواقف البعض على هذا الصعيد؛ والتي تضر بالموقف الوطني للجنوب بشكل عام؛ أو عرض بعض نماذج من تلك الممارسات لأن الجميع يدركها ويعيشها؛ وهي التي تسيء لأصحابها وتشكل خصما من رصيدهم الوطني.

فما أحوجنا اليوم وقضية الجنوب تمر بمرحلة صعبة ومعقدة وتضعها على مفترق طرق خطير؛ إلى الشعور بالمسؤولية الوطنية؛ والإبتعاد عن كل أشكال التربص بالآخر وحمل معاول الهدم على تعدد أشكالها وميادين فعلها السلبي.

فالجنوب اليوم بحاجة لإرتفاع صوت العقل والحكمة وحضور الضمير الوطني؛ الذي يترفع عن المكايدات وصغائر الأمور وبما يمنع من زيادة حالات الإرباك وخلط الأوراق لدى الرأي العام الجنوبي؛ والتي لن يسفيد منها غير أعداء شعبنا؛ وإن تمكنوا من تنفيذ خططهم التآمرية - لا سمح الله - فسيدفع الجنوب وكل أهله الثمن.