ليس اعتراضاً على قيمة العلم الحقيقية ، بل حزناً على ما آل إليه حاله في واقعنا اليوم . العلم الذي كنا نرجوه طريقاً للنهوض، أصبح في كثير من الأحيان يُستخدم لتعميق الجهل ، وخلق الانقسام ، وتغذية الصراعات بدلاً من حلها .
ذهبت العقول النيّرة، وتراجعت القيم، وتحوّلت المعرفة – عند بعضهم – إلى وسيلةٍ للتفاخر المُزيّف أو السيطرة المَرَضية ، لا للبناء والتطوير . وفي زمنٍ يُستغلّ فيه "العلم" لتبرير التخلّف أو تغليف النفاق ، يفقد عيد العاشر من سبتمبر معناه ، وتغدو الاحتفالات فارغة ، كفراغ المدارس من التعليم .
أنا لا أريد علما يُهمّش الإنسان، أو يقضي الأخلاق ، أو يُعمّق الفجوة بين الظلام والنور. أُريد علماً يُضيء العقول، ويُحرّر الإنسان من تبعية الكهنوت ، ويزرع القيم، لا علماً بلا ضمير .
لهذا .. سأصمت طويلاً هذا العام .. فالصمت أبلغ من احتفال لا تتلألأ فيه أنوار العلمِ والمعرفة .