آخر تحديث :السبت-13 سبتمبر 2025-01:06م

المجلس الانتقالي وآماله المتناثرة في مدينة عدن

الخميس - 11 سبتمبر 2025 - الساعة 09:03 م
صدام الزيدي

بقلم: صدام الزيدي
- ارشيف الكاتب


حمل الجنوبيون آمالهم عبر تشكيل قوات عسكرية جنوبية تحت مسمى "المجلس الانتقالي" منذ تأسيسه في عام 2017، وطرد قوات تابعة للحكومة الشرعية من مدينة عدن وما حولها.

ومنذ ذلك الحين، برز المجلس سياسيًا وعسكريًا، وأصبح قوة فعلية في عدن والمحافظات الجنوبية المحررة، على أمل أن يُقدِّم للجنوبيين شيئًا حقيقيًا يلمسونه بعد "الوحدة" المنهكة طيلة 33 عامًا.

لكن الاتفاق بين الشرعية والمجلس عام 2019، أفقد المجلس بوصلته، إذ ترك زمام الأمور كلها للحكومة الشرعية في إدارة المحافظات الجنوبية وإنهاء الانقلاب في معاقل الوحدة اليمنية، لجماعة لا تؤمن بالسلام، على أن يُطرح ملف انفصال الجنوب للمناقشة بعد "التحرير" أو "السلام" المزعوم.

وهذه هي الثغرة التي لا تريد الشرعية الايمان بها علنًا، ولكنها استخدمت ملف السلام والإدانة أمام المجتمع الدولي في الشمال، وملف تدني الخدمات خلفها في الجنوب، حتى تتمكن مع الوقت تحقيق التوافق بين الجنوبيين والشماليين على نظام الوحدة مجددًا.

اليوم، عدن والمناطق المحررة تعيش منذ شهر حالة هي أشبه بالتعافي الاقتصادي الحقيقي. فتحسُّن العملة المحلية مرئيًا وواقعيًاً الأسعار كما هي.

وإذا نظرنا من باب الأولوية أو المنطق، فالشرعية لا يمكن لها تحقيق تعافٍ اقتصادي حقيقي، وما جرى في الأيام الماضية مجرد وهم أو تعافٍ بنسبة 10٪ ، ولن تستطيع تحقيق أكثر من ذلك، مع ان الكم الهائل من الترويج الإعلامي المدفوع أوهم الناس بأن نسبة التعافي بلغت 90٪. فلماذا؟

أولًا: تم إداريًا حل مشكلة المضاربة بالعملة من خلال سحب تراخيص وإغلاق شركات صرافة، وهذه هي نسبة التعافي الاقتصادي الضئيلة، لكن واقعيًا فتحقيق ما تبقى لن يتم إلا عبر قوات المجلس الانتقالي. لماذا؟

لأن الحكومة الشرعية في عدن لديها قرارات إدارية، وليس لديها قرار التنفيذ، بمعنى أن الحاكم الفعلي لمدينة عدن هو "المجلس"، وبإمكانه فرض واقع حقيقي وإظهاره خلال أيام قليلة، إذا وُجِّه بتشكيل قوات رقابية صارمة تتابع أسعار المواد الغذائية، وتفرض غرامات مالية على المخالفين، مع السجن والتشهير عبر الإعلام ليكونوا عبرة لغيرهم.

وهذا هو الحل الذي ينتظره الجنوبيون من "المجلس" منذ تأسيسه، فعدم اتخاذ المجلس خطوات تُشفي صدور الجنوبيين وتُعيد لهم أبسط حقوقهم وثقتهم به، رغم قوته الفعلية في عدن، فلا يعني أنهم سيكونون يومًا ما طُعمًا للعودة إلى الوحدة اليمنية، حتى وإن كلفهم ذلك حياتهم في الدفاع عن أرضهم ورفض الامتثال للوحدة بالحجارة.