آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-01:30ص

محاربة الفساد ليس عملا سهلا

السبت - 13 سبتمبر 2025 - الساعة 10:34 ص
احمد الجعشاني

بقلم: احمد الجعشاني
- ارشيف الكاتب


أن محاربة الفساد ليس عملا سهلا محاربة الفساد قضية عامه ومسؤولية المجتمع عموما وتضحيات ربما تكون كبيرة ايضا ،و لايكفي ان تعين شخص مناسبا كفؤ في المكان المناسب ،لاجتثات الفساد قد يحتاج ألامر الى دعم كبير قوي من السلطه و المسؤولين في الدوله ، مشكلة الفساد ليس في القوانين انما في الاشخاص الذين يحرسون القانون، السؤال لماذا قدم سالم ثابث العولقي أستقالته ..؟ هل خذل العولقي من الدعم الحكومي والمجلس الرئاسي، ولم يجد الدعم المناسب له ولا للتغيرات التي اتخذها في الهيئة ، ولا للقرارات التعين الجديده في الهيئه ، في تعين مدراء الادارات في الهيئه العامه للأراضي والغاء اي تعينات سابقة ، حيث افضى في أستقالته مبررا ، أنه واجه ضغوطات كبيرة وتدخلات مباشرة افضت الى تعطيل مهام الهيئه القانونيه والفنية، وتعطيل مسار عمل الهيئه للحفاظ على أراضي الدوله ، أن الصورة واضحة جدا ولا تحتاج منا الى تفسير، ولكن قبل الخوض في تفسير الصورة ، يجب أن تعلم ايها العولقي المحارب أنك وجدتك نفسك وحيدا ، أمام منظومة فساد تأسدت و توغلت لسنوات طويلة ، وهي تعث في الهيئة فسادا، قد لا ألوم عليك في أنك رفعة الرأية البيضاء ، ربما حين بدأت في أصلاح المنظومه وحاولت جاهدا أن تعمل، لم تقرأ تاريخ الرجال الذين سبقوك منهم من قضي نحبهم وهم يحاربون ، في هذا الملف الشائك الصعب ، الذي يفتك كل من يحاول فك شفرته لعلها شفرة دانفيشي المحيرة، أنك دخلت عش الدبابير أيها المحارب الم يخبروك أن من سبقوك، لم يرفعوا الرأيه ولم يستسلموا الا ان الثمن كان باهضا ، دعني أخبرك عن المحارب فيصل ضبيان، كان مستقيم مثلك ولا يخشى في الله لومة لائم ، قبل سنوات قليلة عين فيصل ضبيان من قبل الجهاز المركزي للمحاسبه والرقابة في المنطقة الحرة ، وماادراك ما المنطقة الحرة بدأ عمله حتى وقع على أكبر شبكة فساد في صرف أراضي المنطقة الحرة، وبدأ يحقق حتى وصل الى أسماء وشخصيات كبيره تستتر خلف أسماء وشركات وهميه للاستثمار اراضي المنطقة الحرة، حين أكتمل البحث لديه وبدأ في أعداد التقرير ، عرضوا عليه الأموال رفض عرضوا عليه المناصب رفض عرضوا عليه ارض كبير يبني عليه افخم فيلا له ولاسرته رفض ، لماذا يافيصل ياضبيان ترفض كل تلك العروض ، لانه نظيف ويخشى الله زهد من المغريات التى عرضت عليه وتحدى الواقع المؤلم ، جأته رسائل التهديد الا يكتب التقرير ، لم يخاف ولم يسلم ويرفع الرايه أكمل عمله وأكمل التقرير ، وفي اليوم الذي اكمل فيه التقرير متوجها الى عمله في الجهاز المركزي للمحاسبه، كان السيكل ينتظر أمام بيته وقبل أن يخطوا خطواته الاولى ، كانت رصاصات الغدر تصرعه مضرعا بدمائه أمام باب بيته ، نهايه مؤلمه لرجل رفض أن يبيع نفسه للفساد ، وهكذا طويت صفحته وقيدت القضيه ضد مجهول وهوامير الفساد انتصرت على كلمة الحق وبقئ الظلام سائدا ، لماذا ينتصر الفساد أخيرا ؟ ينتصر الفساد عندما تتخلى الدوله عن واجبها والدفاعن كوادرها، لاشك ان ما قام به العولقي من تقديم أستقالته هو الحل الامثل ، طالما الدوله أختارت التخلي عنك والوقوف بعيدا ، لن تستطيع لوحدك الوقوف أمام هوامير الفسادفي الهيئه العامه العامه للأراضي ، ان لم تقف خلفك دوله وطن ومجتمع .