آخر تحديث :الأربعاء-17 سبتمبر 2025-09:39م

الحوار السلفي السلفي .. ضرورة شرعية

الأحد - 14 سبتمبر 2025 - الساعة 09:02 م
عبود الحربي

بقلم: عبود الحربي
- ارشيف الكاتب


بقلم: عبود الحربي

الإختلاف والتفرق من الأمور المنهية عنها في الإسلام وهناك أدلة شرعية من الكتاب والسنة، وإذا وجد الإختلاف فلابد من وجود ثقافة الحوار البنأ ، وإحترام الأخرين، والإستماع إليهم، والمرونة أثناء الحوار وتجنب الألفاظ الجارحة والإستفزازية وترك الأحكام المسبقة، وقبل ذلك لا بد من النوايا الصادقة لحل الخلاف مهما كان كبيرا أو صغيرا، ولابد أيضا من الإيمان واليقين أن لكل مشكلة حل مهما كبرت، ولكن بشرط التجرد لله وترك الإنتصار للذات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بخلاف أهل العلم والصالحين، ويصل حد التشهير العلني والردود العشوائية على جميع المنابر، والوسائل التعليمية والإعلامية بين جميع الأطراف المتصارعة لسنوات طويلة، وإقحام المجتمع في دوامة من الحروب الكلامية التي لا تنتهي، مما يؤدي إلى فقدن الثقة بالجميع، وترك الإلتزام وطلب العلم، والإنقلاب إلى الضد، وقد رائينا ذلك كثيرا من قبل بعض الملتزمين ورواد المساجد،


الخلافات السلفية السلفية لم تعد أمرا سريا، تدور احداثها بين أهل العلم وحدهم داخل اروقة المساجد ودور الحديث، بل تعدى ذلك إلى طلبتهم والمتأثرين بهم، وخرج الخلاف عن السيطرة إلى وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، واستغل ذلك خصومهم بصورة شيطانية بعيدة كل البعد عن حقيقة الخلاف، واخترعوا من رؤوسهم تهم باطلة، وحاولوا ومازالوا يحاولون إلصاق تهم الإرهاب، والعمل المخابراتي، والخيانة والعمالة من خلال التحريض الميداني الصريح، والبرامج التلفزيونية على شاشات بعض القنوات الفضائية المعروفة بعداءها الشديد لأهل السنة والشرعية والتحالف، وكذلك قيام الذباب الإلكتروني الموجه بنفس الشيء على مواقع التواصل الإجتماعي، والهدف من وراء ذلك كله تشويه السمعة الطيبة لأهل السنة عند أبناء الشعب اليمني، وكذلك تحريض الدول الإقليمية والعالمية لضربهم عسكريا، وتصنيفهم ضمن قوائم الإرهاب الدولية، كما حصل للقائد السلفي عادل عبده فارع الذبحاني، قائد كتائب أبي العباس بتعز سابقا،.


ومن أجل ذلك وغيره لابد من تغليب لغة الحوار وتوحيد الصف السلفي قبل فوات الأوان ووقوع الفأس بالرأس، وذلك طاعة الله وطاعة لرسول الله صل الله عليه وسلم قال الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...، وقال صل الله عليه وسلم: الجماعة رحمة والفرقة عذاب، رواه أحمد والفرقة والخلاف لا يعني إلا التمزق والشتات وتسلط الأعداء، قال تعالى: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم، والأدلة كثيرة حول ضرورة وحدة صفوف المسلمين، وترك التنازع والخلاف والشقاق، ويعلم هذا جيدا جميع أهل السنة في الماضي والحاضر وفي كل مكان وزمان، فلا داعي للخلافات البينية والمماحكات ورمي التهم عشوائيا، واذا وجد سببا شرعيا للخلاف فلا بد من الرجوع لكبار العلماء للفصل، وفض الخلاف أمثال فضيلة الشيخ العلامة/... د صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله، والشيخ العلامة عبد العزيز آل الشيخ، والشيخ العلامة عبد المحسن العباد، والشيخ عبد الرزاق البدر، وغيرهم الكثير من علماء ومشائخ أهل السنة المعتبرين، تطبيقا لقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرا واحسن تأويلا، وقوله تعالى: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلا،


الذي يجب ان يدركه أهل السنة "السلفيون في اليمن"، وغيرهم أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم وحل جميع المشكلات، ولذلك فقد جاء مفهوم الحوار في القرآن والسنة وعند السلف الصالح رضي الله عنهم، وذلك لأهميته القصوى في الدعوة إلى الله، وتصحيح المفاهيم، وبناء المجتمع المسلم، وتعزيز الروابط الأخوية، والتعايش مع الأخرين، وتثبيت الأمن والإستقرار، الميليشيا الإنقلابية الحوثية ،


نصيحتي المختصرة لـ أهل السنة "السلفيين" أن تصالحوا واصلحوا ذات بينكم، الناس يثقون بكم، وينظرون إليكم انكم انتم الأمل بعد الله في إصلاح ماافسده غيركم من كهنة الأحزاب وثعالب السياسة، فلا تسيؤون إلى أنفسكم، وإلى دعوتكم، ومشائخكم، وحافظوا على صفوفكم من الإختراقات، وإحذروا من مشعلي الفتن، وحاولوا ان تفهموا جيدا، ان الخلافات علاجها الحوارات، وما سوى ذلك إلا الحروب، وسفك دماء المسلمين، ولا داعي لتكرار مأسي الماضي الأليم المدونة في بطون الكتب، وتذكروا قول الله تعالى: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، وقوله صل الله عليه وسلم: لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ها هنا "ويشير إلى صدره ثلاث مرات" بحسب امرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم. كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه أخرجه مسلم،