لطالما اعتاد المتربصون بالجنوب وأهله العزف على وتر التهم الباطلة والتشكيك في قياداته، لكن الحقائق تظل أبلغ من الافتراءات. فعند انعقاد اجتماع الرياض، ملأت الأبواق المأجورة الفضاء باتهامات الخيانة للقيادات الجنوبية المشاركة، وكان نصيب الأسد من ذلك للأخ الرئيس عيدروس الزبيدي.
غير أن الحقيقة كانت مغايرة تماماً لما روّجوا له. فبينما زعمت تلك المطابخ الإعلامية أن القضية الجنوبية انتهت في حوار الرياض، كانت المفاجأة التي هزّت عروشهم وأذهلت الرأي العام، أن الاجتماع كشف عن الجنوب وقضيته بصفته ملفاً حاضراً بقوة، وبأن المجلس الانتقالي الجنوبي ظهر لأول مرة كممثل رسمي للقضية الجنوبية، وقيادة شرعية لوطن معترف به إقليمياً ودولياً.
لقد تحقق الحلم الذي ناضلت من أجله الأصوات الحرة منذ العام 2007، حينما كانت تطمح أن تصل رسالتها إلى العالم عبر شاشات القنوات العربية والدولية. واليوم، بفضل ثبات القيادة الجنوبية، تحقق الاعتراف الرسمي والدولي بالقضية الجنوبية، وهو إنجاز تاريخي سيظل مفخرة لكل جنوبي.
وها نحن اليوم نسمع مجدداً أصوات الصراخ والتشويش بسبب التعيينات الجديدة، محاولين عبثاً النيل من المكتسبات الجنوبية. لكنهم يتناسون أن هناك ضربة قاضية تترقبهم، كفيلة بإنهاء كل ألاعيبهم وزعبلاتهم الممولة مسبقاً.
إننا على يقين راسخ أن السفينة التي أوصلتنا إلى الاعتراف الدولي، هي ذاتها التي ستبحر بنا بثبات حتى بر الأمان واستعادة الدولة الجنوبية.