آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-06:45م

الجمهورية المغتصبة

الجمعة - 19 سبتمبر 2025 - الساعة 02:09 م
عصام مريسي

بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


منذ محاولة دسترة الملكية في شمال اليمن في عام 1948م كان النظام فريسة لكل من يحاول أن يتخطاه ويقفز عليه ورغم كل المحاولات بقاء النظام إلا إنه سريعا ما يسقط صريعا أو في أقل الأحوال مغشيا عليه تحت تأثير كل محاولات إغتصابه وكل ذلك الأمر مبرر كون الثورة في شمال اليمن لم تقفز بعيدا عن هيمنة القبيلة التي تدين بالولاء للطائفية حيث تغلغلت الطائفية حتى غدت نبض الحياة السياسية والإجتماعية في نفس الإنسان وروح الأسر و تقاليد المجتمع بل أضحت عنوان الحياة حيث صار أن الطائفية والسلالية هي النبض الذي يسري في شرايين المجتمع وكان في كل مراحل الإنتفاضات الثورية على النظام يتجسد بوصفه سند ثوري سرعان ما يعاود الحنين نحو مساندة السلالة والطائفة التي ينظر إليها في نفوس كثير من القبليين بأنها إله لا يجوز مخالفته وينظر إليها بكثير من التقديس والمهابة.

لم تسلم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر من محاولة الإلتفاف عليها من قبل الملكيين وانصارهم فقد تعرضت للحصار الذي دام سبعين يوما كان فيها النصر حليف الثورة لكنه نصر يشوبه تشبت الملكية بمحاولة تسيره من خلال إنضمام عناصر من الملكية التي أظهرت الولاء للثورة ومناصرة الجمهورية في حين مناصرة الملكية ظلت مطوية في خفايا نفوسهم.

وخلال مسيرة النظام الجمهوري ظلت القبيلة هي الوجه الخفي للنظام الجمهوري تحاول تقييده وعرقلة مسيرته في تحقيق الإنجازات الجمهورية والقضاء على الطائفية والسلالية وهيمنة القبيلة.

وما أن خرج الشارع غاضبا على النظام الجمهوري مطالبا برحيل رأسه ومطالبا بالأصلاحات واقتلاع الفساد حتى تستر أنصار الطائفية ونواتها التي كان يطلق عليهم بالشباب المؤمن يحملون خناجرهم المسمومة لاغتيال النظام الجمهوري الهش الذي اعترته سيطرة القبيلة وهيمنة الطائفية خرجوا بوجه ثوري مطالبين باصلاحات ومعترضين على الجرعات التي قام النظام الجمهوري في عهد علي عبدالله صالح وعلى رأسها جرعة الوقود بعد ان انهك النظام في حروبه الستة مع السلالة الملكية في صعده بقيادة حسين بدر الدين الحوثي الذي تلقت الدعم من ايران على مرأى ومسمع من النظام حتى أصبحت قوة لايستهان بها ظلت تنخر في جسد النظام الجمهوري وتجمع الولاءات حتى من غير السادة بل اللبت القبائل إلى جانبها ضد النظام الجمهوري الذي انهار بعد ثورة فبراير ثورة الشباب الذي انضم اليهم طوائف من السادة لتحقيق أغراضهم الخفية وخاضوا صراع مع حزب الإصلاح الذي وقف إلى جانب النظام ثم انشق عليه ليقف إلى جانب المتظاهرين بعد سقوط ضحايا جمعة الكرامة وكل ذلك كان بسبب تمسك النظام بالسلطة والتفافه على مطالب الشباب وعدم التزامه بالمواثيق وبعد تنحي علي عبدالله صالح وتولي عبد ربه منصور وو قوف صالح في حلف إلى جانب الحوثيين الذين سيطروا على صنعاء بتسهيل منه وانضمام الوحدات العسكرية لتقاتل إلى جانب صف الحوثيين وإعلان الحادي والعشرين يوم ثورة على النظام الجمهوري والذي لم يكن سوى اغتصاب للنظام الجمهوري الذي قام على اعقاب انتصار سبتمبر 1962م ليصبح 21من سبتمبر،2014يوم الانقضاض على النظام الجمهوري الذي كان النظام القبلي ينخر في جسده بتسلق القبائل إلى دفة الحكم ومحاصرة الجمهورية بالقبلية ثم بالطائفية الذي جعله سريعا ما يسقط صريعا تحت وطأة ضربات الملكيين من السادة الذين تمكنوا من محاصرة صنعاء والوقوف على رأسها ليعودوا بالتاريخ إلى الخلف سنوات وهم يجرون عجلة النظام الملكي في هذه المرة المدعوم بالنفوذ الايراني ليبقى واجهة البلاد بتبعية ايرانية.

عصام مريسي