آخر تحديث :الخميس-30 أكتوبر 2025-09:01م

بأي ذنب قتلت

السبت - 20 سبتمبر 2025 - الساعة 02:46 م
أنيس علوه

بقلم: أنيس علوه
- ارشيف الكاتب


لا يمر يوم في وطننا إلا ونسمع عن حوادث القتل المؤلمة هنا وهناك لانفس لا تدري باي ذنب قتلت واستحل سفك دمائها التي صانها الله وكرمها وجعل من هدم بيته المعظم الكعبة المشرفة حجراً حجراً اهون عنده من سفك دم امرئ مسلم


غاب الوازع الديني عند الناس

وصار اليوم سواد عظيم من الناس يستلون السلاح ومع افتعال اهون مشكلة يمتشطون تلك الاسلحة ليرتكبون جريمة القتل بدم بارد متناسين عقوبة ذلك الجرم دنيا وآخرة وان قتل نفساً بريئةعندالله كقتل الناس جميعاً

مجتمعات قبلية تعيش في دائرة مغلقة من النزاعات والثارات العبثية لتحول حياة افرادها إلى جزع و جحيم ومسلسلات لا تنتهي من القتل لتورث لافرادها ثارات تتوارها الاجيال جيل بعد جيل وكاننا في زمن الجاهلية

لم يعد مظاهر حمل السلاح وجرائم القتل حكراً على المجتمعات القبلية بل فاحت رائحة الدماء المسفوحةمن المدن المتحضرة في وطننا بعد ان اصبح الحبل على القارب للشباب والاطفال في تلك المدن لإغتناء السلاح لنطالع يومياً اخبار محزنة ومؤلمة عن من يقتل اباه او امه او قريبه وصديقه ولو بسبب وريقات قات

قصص وحكايات عن انتهاكات لاموال واعراض ودماء أناس مسالمين ابرياءتحدث في مدننا واريافنا لم تروها افلام بوليود ابطالها مسلحون ماتت ضمائرهم الانسانية ومرغوا من الدين كالسهم من الرمية بعد ان امتلكوا تلك الاسلحة و لم يجدوا من يردعهم من سلطات ومجتمع واهل


ناقوس خطر يتهدد مجتمعاتنا بسبب ظاهرة القتل والثار ييتم خلاله الكثير من الاطفال وتارمل بسببه الكثير من النساء بعد تغذية هذه الظاهرة التي عمقت الكراهية والاحقاد في القبيلة والمجتمع


فما ان تطوى قضية قتل وثأر إلا وتفتح صحفات قتل وثأر جديدة يبدأ معها شلالات من الدماء الغير منتهية

بسبب القتل والثار صارت القبيلة والمجتمع تنفق مليارات من الريالات للنكف والتحكيم والديات بينما تلك القبيلة والمجتمع يفتقرون لابسط الخدمات من تعليم وطرق ومياه وكهرباء وغيرها من المشاريع التنموية التي هي بامس الحاجة إليها ولوانها استثمرت تلك الاموال الطائلة فيها لا في النكف والتحكيم والديات لتحولت حياة الافراد فيها من بؤس وشقاء وخوف إلى نعيم وسعادة وطمأنينة


كم نحن اليوم كقبائل ومجمتعات وافراد بحاجة إلى الوقوف مع انفسنا ومراجعة تعاليم ديننا الإسلامي و سلوكياتنا وسلوكيات ابنائنا ونشر قيم الفضيلة والمحبة والسلام وفتح افق جديدة تقوم على التعايش والقيم الحميدة والنبيلة


كم نحن اليوم بحاجة إلى مراجعة جذرية لواد ظاهرة القتل ونشرثقافة السلام والتعايش وإصلاح ذات البين في مناطقنا وبلدنا فغياب مؤسسات الدولة لا يعني غياب دور رجال الدين من أئمة وخطباءمساجد وإعلاميين ومثقفين ومشايخ وشخصيات إجتماعية ومؤثرة في المجتمع وتحملهم لمسؤولياتهم في توعية القبيلة والمجتمع والافراد من مخاطر وعواقب مظاهر القتل والثار على القبيلة و المجتمعات والاوطان وزوالها