آخر تحديث :الأحد-26 أكتوبر 2025-10:59ص

العدو يجمعنا… ومشروع الرئيس علي ناصر الذي أصبح واقعاً..

الأحد - 21 سبتمبر 2025 - الساعة 12:06 م
د. هزم أحمد

بقلم: د. هزم أحمد
- ارشيف الكاتب


من يتأمل المشهد السياسي الراهن في المنطقة لا يمكن أن يتجاهل حقيقة أننا نعيش لحظة فارقة كانت ملامحها قد رُسمت منذ سنوات طويلة، بل منذ أن طرح المفكر والسياسي الكبير فخامة الرئيس علي ناصر محمد مشروعه السياسي القائم على قاعدة بسيطة وعميقة:

“العدو يجمعنا، والمذاهب والأديان تفرقنا”.


كنت قد تناولت في سلسلة مقالات قبل عام وأكثر هذه الرؤية، وقلت إن المنطقة مقبلة على تحولات استراتيجية ستقفز على الحواجز المذهبية والقومية، لصالح بناء اصطفاف جديد عنوانه مواجهة العدو الإسرائيلي. يومها اعترض البعض على هذا الطرح واعتبروه مثالياً أو بعيداً عن الواقع، واصر البعض منهم على الثبات على التمترس بحواجز المذهبية والقومية والحزبية لكن ما نشهده اليوم من تحولات كبرى يثبت أن تلك الرؤية لم تكن سوى قراءة واعية تستشرف المستقبل بمنطق سياسي عميق.


تحولات متسارعة في الإقليم


الهجوم الإسرائيلي الأخير على سيادة دولة قطر، بتواطؤ أمريكي واضح، أعاد تعريف التهديد في المنطقة. سرعان ما انعقدت قمة عربية إسلامية دعت إليها قطر، تلتها اجتماعات مجلس الدفاع المشترك الخليجي الذي أقر لأول مرة وضع أسس جديدة لتقييم السياسات الأمنية بشكل جماعي. هنا برزت ملامح الأمن الخليجي كنواة للأمن القومي العربي.


إلى جانب ذلك، رأينا خطوات عملية وغير مسبوقة:


توقيع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفاقية استراتيجية مع باكستان.


اتصالات مكثفة مع إيران لفتح قنوات جديدة للحوار.


انفتاح متبادل بين تركيا ودول الخليج.


وأخيراً، دعوة حزب الله لإعادة بوصلة المقاومة نحو الاتجاه الصحيح: العدو الإسرائيلي، مقرونة بنداء صريح لفتح صفحة جديدة مع السعودية.



كل ذلك لم يأت من فراغ، بل هو تتويج لمسار طويل من التحديات والمراجعات، يفرض على المنطقة أن ترتقي فوق خلافاتها المذهبية والفكرية لصالح معركة وجودية لا تحتمل التشتت.


الدرس لليمنيين


وسط هذه التحولات العاصفة، يقف اليمنيون أمام مشهد إقليمي متغير بسرعة هائلة. لا مجال بعد اليوم للتعنت أو الإصرار على مشاريع سياسية ضيقة تُدار بعقلية الفئوية أو المناطقية أو المذهبية. لقد قدم لهم فخامة الرئيس علي ناصر محمد مشروعاً وطنياً ـ إقليمياً يقوم على قراءة دقيقة للتوازنات، واليوم يثبت التاريخ أنه كان محقاً.


المطلوب من اليمنيين اليوم أن يدركوا أن مستقبل بلدهم لن يتقرر في معزل عن هذا الاصطفاف الجديد، وأن من يتأخر عن اللحاق بهذه التحولات سيجد نفسه خارج الزمن السياسي.


ختاماً


لقد آن الأوان لأن يدرك الجميع أن الصراع الحقيقي هو مع الاحتلال الإسرائيلي ومشاريعه التوسعية، وأن أي خلافات مذهبية أو قومية أو مناطقية لا تعدو أن تكون استنزافاً يخدم العدو أكثر مما يضر به.

ما قاله الرئيس علي ناصر محمد قبل عشرات السنين واليوم ايضا لم يكن مجرد شعار، بل رؤية استراتيجية أصبحت اليوم واقعاً ملموساً.