آخر تحديث :الثلاثاء-21 أكتوبر 2025-12:27م

صراع الأجنحة داخل المؤتمر الشعبي العام

الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - الساعة 02:43 م
حسين البهام

بقلم: حسين البهام
- ارشيف الكاتب


لم يكن المؤتمر الشعبي العام مجرد حزب، بل كان سفينة الإنقاذ التي صُممت لتقود اليمن إلى شاطئ الاستقرار عبر نهج ديمقراطي توافقي. لكن اليوم، تحولت هذه السفينة إلى حطام، تتقاذفه أمواج الصراعات الداخلية على القيادة، مما يضع وجوده كله على المحك. هذه الأزمة ليست مجرد خلاف تنظيمي عابر، بل هي زلزال وجودي قد يمحو الحزب من الخارطة السياسية للأبد. لقد فقد المؤتمر اليوم بوصلته السياسية، وأصبح بلا مشروع أو رؤية واضحة، محاصرًا بخلافات داخلية تسببت في تشظية حيث يسعى العليمي وسلطان إلى "اختطاف" التنظيم من الأيدي التي تعتبره إرثًا تاريخيًا لها، وهو ما يزيد من حدة الصراع ويغذي الانقسامات. هذا الصراع ليس مجرد نزاع على منصب، بل هو معركة على هوية الحزب ومستقبله السياسي وفي خضم هذا الصراع تبرز تساؤلات حيوية حول مستقبل الحزب وقيادتة


السؤال الاهم: هل سيتمكن أحمد علي من استعادة الحزب من قبضة من يعتبرون أنفسهم الأحق بالقيادة بعد تربعهم على كرسي رئاسة البلاد؟ أم أن السلبية التي خيمت عليه بعد استشهاد والده ستجعله يواصل الصمت والانتظار والفرج من الآخرين؟


بعيدًا عن التشطير، ينبري سؤال آخر: أين موقع الجنوبيين من هذا الصراع؟ لقد قدموا تضحيات كبيرة من أجل الحزب، فهل سيتمكنون من الحفاظ على موقعهم في الأمانة العامة؟ وهل سيكون لهم دور فاعل في حل هذا الخلاف أم أنهم سيصبحون مجرد ضحايا لهذا الصراع على السلطة كعادتهم في أي صراع؟


إن مستقبل المؤتمر الشعبي العام يعتمد على الإجابة على هذه الأسئلة. فإما أن تتجاوز قياداته خلافاتهم الشخصية وتعمل على إعادة توحيد الحزب وتحديد مساره السياسي، بعقد مؤتمر استثنائي له يتم فيه انتخاب رئيس وأمين عام، وإما أن يختفي الحزب من الوجود، تاركًا فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي اليمني.


حسين البهام.