آخر تحديث :السبت-08 نوفمبر 2025-11:24م

السقوط الأخلاقي

الخميس - 25 سبتمبر 2025 - الساعة 04:10 م
حسين السليماني الحنشي

بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


نلاحظ السقوط الأخلاقي في المتشدقين بالوطن والوطنية، حينما نرى منازلهم الفاخرة وسياراتهم الفارهة التي استولوا عليها من قوت الشعب. هذه القيادات التي تعيش في رغد وترف، وقد استفادت من السلطة لتحصل على ثروات ومتع زائدة، مما جعلها غير متعاطفة مع احتياجات ومشاكل الشعب.

إن السقوط الأخلاقي ظاهرة خطيرة تهدد المجتمعات وتؤدي إلى تدهور القيم والفضائل، ويصبح الأفراد في هذه الحالة، جماعات مخلة بالأمن والسلم الأهلي. والأخطر من ذلك هو عندما يكون السقوط الأخلاقي والانحراف عن المبادئ والقيم الأخلاقية لدى من يتحكم بأمور البلاد والعباد، وتظهر أعمالهم المشينة من خلال نهب الأموال العامة والمصالح الحكومية، والخروج عن النظام والقانون. وللأسف الشديد، أصبحت تلك القيادات من أمنيات جيل المستقبل من التلاميذ والشباب، حيث يتمنى أحدهم أن يكون مسؤولًا لكي يحقق أهداف مستقبله في العيش الكريم.

إن المصطلحات مثل "مسؤول بحجم الوطن" و"قائدنا البطل" لها تأثيرات اجتماعية، حيث أصبح الجميع يتغنى بها. هذه الثقافة الفنية والاجتماعية تمارس في الواقع، وتتجلى في سلبيات كثيرة مثل الرشوة التي لاتستطيع إنجاز معاملاتك إلا بها، وانتشار نقاط الجبايات، حيث أصبحت أمرًا مسلمًا به.

إننا اليوم، نواجه تدهورًا في القيم والفضائل. ونرى الجوعى يطالبون القيادات برغيف الخبز ولا يلتفت أحد إليهم، بينما نرى القيادات التي تتغنى بالوطنية والشعبوية متخمة، من آثار النعيم التي وقعت عليها بعد وصولها إلى السلطة. هذا يؤدي إلى انتشار الفساد والسباق فيه دون أي إعتبار...

إن السقوط المدوي لكثير من القيادات في الرذائل كان يفتقد الردع الذي غاب مع غياب الدولة ، وفقدان الوازع الديني في أشخاصهم إلى حد كبير...

إن فقدان الأخلاق الحميدة في القائد يفقده الثقة من قبل الشعب، وهذا ما نراه اليوم، حيث لا تجد من يثق بتلك السلطات المحلية إلا المنتفعين والمطبلين لها. فقد انتزعت الثقة منهم، فلا يصدق أغلب الشعب الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعلنها تلك القيادات. هذا يؤدي إلى فقدان الثقة بين الشعب وقيادته، وينعكس على العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، ويجعلنا في وحل من المشاكل، مثل انتشار الجريمة والعنف والانحرافات الأخلاقية الأخرى.