لقد كنتَ - ولا تزال - شعاع الأمل الذي ننتظره؛ ليضيء لنا الطريق في أحلك ليالي الوطن بعد أن خفت مصباحنا. غير أن ظهورك الأول بدا باهتًا، وكأن انبعاثه جاء من غير المكان المناسب أو في غير التوقيت الملائم.
كان عليك قبل أن تتقدّم الصفوف وتطالب باستعادة صنعاء، أن تعيد ترتيب البيت المؤتمري. كون الحزب الركيزة الأساسية لانطلاقك، بعد التجريد من المناصب. إن المطالبة بالاستعادة دون امتلاك المقومات السياسية والعسكرية الفعلية على الأرض، جعل خطابك يفتقر إلى الصدى المطلوب والمصداقية اللازمة. كان لخطابك أن يهز المشهد السياسي ويصنع فارقًا استراتيجيًا لو انطلق من على الأراضي المحررة، أو من إحدى الدول الداعمة للشرعية بشكل فاعل وملموس، ليحظى بثقله السياسي والعسكري المستحق.
اليوم الشعب يتطلع إليك كمنقذ وبارقة أمل أخيرة. كن عند مستوى هذه التطلعات، واجعل خطواتك مدروسة ومحسوبة بدقة، تعيد إلينا الأمل الذي كاد يتبخر في "شرعية الفنادق". لا تكن ورقة يحركها البعض كيفما شاءوا. يجب أن تكون الجندي المخلص لوطنه وشعبه أولًا وأخيرًا.
كن حذرًا في خطواتك، فتعثرك لا سمح الله يعني تعثر مسيرة الحرية وانكسار الأمل المتبقي لنا جميعًا. قف شامخًا كوالدك، واستند إلى مقومات الدفاع عن الشرعية على الأرض قبل أي تصريح أو خطاب.
عليك أولًا، ترتب صفوف حزبك، وتُعد له دوره المحوري في عملية التغيير. لن تكون إلى بناء، ولن نكون إلا بك. ثق في أعضاء حزبك الذين لم تتلطخ أيديهم بأحداث "الربيع العبري". بعدها، مد يدك للآخرين من منطلق القوة والثقة: فالوطن للجميع، والجميع شركاء في عملية الخلاص والبناء. الأهم من ذلك، اعتمد على الداخل ليحترمك الخارج. لا تنتظر المساندة الكاملة من الخارج كشرط للانطلاق. اعتمادك على قوة الداخل هو مفتاح الاحترام والدعم الخارجي المستدام. ثق في قدراتك وفي قوة حزبك. لا تسمح لأي كان، ومهما علا موقعه، أن يشظي المؤتمر الشعبي العام. دون هذه الخطوات، ستلحق بمسيرة من فرطوا في الوطن والسيادة.
نحن على ثقة تامة بأنك منقذنا المنتظر. لا تخذلنا. المطلوب الآن هو تدخل سياسي وتعبوي مدروس، يرتكز على قوة الداخل لإحياء الأمل في النفوس، ويترجم الأقوال إلى أفعال على الأرض.
حسين البهام