آخر تحديث :الأحد-07 ديسمبر 2025-09:26ص

رسالة مع التحية فتحي بن لزرق

الأحد - 28 سبتمبر 2025 - الساعة 10:19 م
فؤاد مرشد

بقلم: فؤاد مرشد
- ارشيف الكاتب


المعلمون اليوم على الهامش، سيدخل الشهر الرابع بلا راتب، بلا حقوق، بلا حتى التفاتة!

هل تعلمون؟

شريحة المعلمين ليست فقط مغيبة، بل يتم تغييبها عن عمد.

يطالبون بحقوقهم، فيشغلونهم بتأخير فتات الراتب.

هل سمعتم عن مهنة تقدس في الاجتماعات والورش وتهان في الواقع؟

هذا ما يحدث اليوم. المعلم لا يتابع الأسعار لأنها لا تعنيه، لا يقلقه صعود العملة أو هبوطها، لأنه لا يملك شيئًا يصعد أو يهبط معه!

فقط يشاهد مباراة الحياة من بعيد، بعد أن كان صانع الأجيال.

هكذا أصبح حال المعلم الآن.

شيء ما يدبر...

نعم، هناك مؤامرة، لا تسأل عن تفاصيلها، فكل ما يحدث يكفي لأن نصمت ونرى.

قرار خفي لتصفية ما تبقى من وعي في هذه البلاد.

هل هناك من يوقظ المعنيين بالأمر؟

هل من ضمير حي لم يُخنق بعد في دهاليز الفساد؟

ندعو الصحفي فتحي بن لزرق، صاحب الكلمة الحرة، أن يرفع صوته إلى جانبنا، ويقولها ليسمع المعنيون.

لقد التهموا الأخضر واليابس، وجعلوا من الفساد نظام حكم، ومن النهب سياسة دولة.

تركوا الشعب يتضور جوعا، وتركوا المعلمين بلا رواتب ولا حقوق، ثم يخرج أحدهم ببطن متدلية يستكثر على المعلمين وجعهم، وصراخهم، وإضرابهم.

المدارس على الأبواب، والطلاب يحدقون في المجهول.

إذا لم تكن هناك استجابة حقيقية وطارئة، ستظل المدارس مغلقة. هذا ما تقوله المؤشرات، وسنكون أمام عام دراسي ميت قبل أن يولد!

أين الوزير الغائب؟

بأي وجه يتقاضى راتبه؟ وبأي ضمير يستلم ميزانية، وهو لم ينطق بحرف عن معاناة من هم تحت إدارته؟!

يا أستاذ فتحي بن لزرق، أنت تعرفهم. تعرف أسماءهم وأرقام حساباتهم، وتعرف حجم موائدهم وأرصدتهم، وتعرف أيضا حجم الدمار الذي يريدوه للأجيال القادمة.

أخبرهم أن المعلمين ليسوا عبيدا، ولا متسولين، ولا أدوات مفرغة من الكرامة!

أخبرهم أن الكارثة قادمة. وإن لم يسمعوا اليوم، سيسمعون غدا...

لكن بعد أن يُخرب التعليم، وتزداد رقعة الخراب والجهل، ويلعنهم التاريخ.


فؤاد مرشد